ما زال النظام السوري يسيطر على بضعة أحياء في مدينة دير الزور، إضافة إلى المطار العسكري واللواء 131، في وقت تخضع هذه الأحياء لحصار شديد من قبل تنظيم الدولة، ما يضطر الأهالي إلى الاعتماد على طيران النظام للحصول على كامل احتياجاتهم.
وفي ذات الوقت، يعاني هؤلاء المحاصرون من المدنيين؛ واقعا مأساويا، مع تحكم قوات النظام، مع عدد من التجار والمسؤولين وقادة المليشيات التابعة للنظام، بأسعار المواد الغذائية والوقود، وغيرها من أساسيات الحياة التي وصلت أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي يجبر الشبان على القتال في صفوف تلك المليشيات، مقابل إغراءات مالية، حيث يتمكنون من الحصول على المواد المعيشية مجانا، إضافة الى نشر قادة مليشيات النظام المخدرات بين الطيف الشبابي والمراهقين ممن يجندونهم في صفوف مليشياتهم.
وقال الناشط الإعلامي أحمد رمضان، مؤسس حملة دير الزور تذبح بصمت، في حديث خاص لـ”عربي21″: “تستفحل المخدرات وتنتشر ضمن الأحياء الواقعة ضمن سيطرة قوات النظام في المدينة، ويعتبر المورّد الاساسي لهذه المواد قائد مليشيا الدفاع الوطني فراس جهام المعروف بـ”فراس العراقية” الذي أضحى تاجرا لا يمكن التكهن بحجم أمواله”، كما قال.
وأضاف رمضان: “يتاجر فراس جهام بحبوب الكابتكول والحشيش، عن طريق الطيران المروحي القادم من دمشق، ويعتبر الهدف الاساسي من تلك التجارة هو تجنيد الأطفال والمراهقين ضمن صفوف مليشا الدفاع الوطني، التي تتعاطى المخدرات، قادة وعناصر، وخاصة أولئك الذين يرابطون داخل المدينة على اعتبار أنهم يخوضون حربا شرسة ويناط بهم مهام عسكرية صعبة”، وفق قوله الناشط الإعلامي.
وأوضح رمضان؛ انه “لا يقتصر تعاطي المخدرات على مليشيا الدفاع الوطني، بل تتعداه إلى عناصر الحرس الجمهوري ومليشيا حزب الله اللبناني، حيث تقدر مصادر ميدانية مطلعة تعاطي قرابة الـ 80 في المئة من قوات النظام والمليشيات الرديفة لها”، بحسب المصدر.
وذهب المتحدث إلى أن الهدف من نشر المخدرات هو تجنيد أكبر عدد ممكن من المدنيين، واستقطاب الأطفال والمراهقين، الذين يفضلون التطوع ضمن مليشيا الدفاع الوطني بدلا من التجنيد الإجباري، بسبب الميزانية المرتفعة للمليشيا، فضلا عن اغراء هذا الطيف من قبل قادة المجموعات؛ ببطاقات تسد الجوع المتفشي، وتمنح حاملها ميزة الحصول على الخبز مجانا، إلى المواد التموينية من المؤسسات التابعة للنظام، بكميات كبيرة، في ظل حالة الحصار والجوع لقسم كبير من سكان هذه الأحيان.
عربي21