ربما أصبح حلم الهروب إلى النجوم في الوقت الحالي واردا في الأذهان، حيث يقبع أغلبنا في مساحات محدودة غارقين في أخبار كورونا المأساوية، وبينما لا يوجد مكان على الأرض يمكن السفر إليه لنكون بمأمن من الفيروس فربما يمكن السفر إلى النجوم.
وفي إطار بحثهما عن المساعدة، طورت ناسا والمختبر الوطني لمحطة الفضاء الدولية (آي إس إس) مجموعة من البرامج والأنشطة المليئة بالمغامرات لجميع الأطفال العالقين في الحجر المنزلي من هنا، ويتضمن ذلك برنامجا تدريبيا لتصبح رائد فضاء في المنزل من هنا، وكيفية بناء الحوامات، وإطلاق الصواريخ، وغيرها الكثير.
مشاركة الجمال والغموض
وأوضح مدير التعليم في المختبر الوطني لمحطة الفضاء الدولية دان بارستو أن “رواد الفضاء يريدون مشاركة جمال العالم الذي يرونه من الفضاء، إنهم يقومون بتجارب طبية للبحث عن العلاجات، ويساعدون الشباب على رؤية قوة الكون الغامضة لجرهم إلى الاستكشاف”.
والآن يمكن للأطفال أن يحذوا حذو رواد الفضاء من خلال الأنشطة التعليمية المجانية التي تؤهل الآباء لمساعدة الطلاب بالمنزل على استكشاف المواد العلمية، من علوم الحياة وصحة الإنسان إلى الروبوتات والرياضيات والفيزياء، وذلك مع أدلة كاملة محددة لرياض الأطفال حتى سن الـ12.
ويمكن للطلاب أيضا المشاركة في تجارب مثل التي يقوم بها رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، ومقارنة نتائجها بالنتائج الأخرى في الفضاء.
وعلى سبيل المثال، مراقبة الجاذبية الصغرى باستخدام مواد بسيطة لتوضيح كيف يطفو رواد الفضاء في الفضاء، ليس بسبب نقص الجاذبية ولكن لأنهم يسقطون باستمرار نحو الأرض.
ويمكن للأطفال أيضا المساهمة في التقدم العلمي من خلال الانضمام إلى مشاريع علمية خاصة بالمواطنين، مثل التمشيط عبر الصور للبحث عن الأقزام البنية والكواكب الجديدة، واستخدام بيانات الأقمار الصناعية لمساعدة علماء الأحياء على تتبع مجموعات البطريق من هنا، وتدريب الحاسوب على التفكير مثل أحد العلماء استعدادا لمهام المريخ المستقبلية.
اختيار نباتات الفضاء
ويمكن للطلاب حتى يوم 22 أبريل/نيسان الجاري المساعدة في اختيار أي من النباتات التي يمكن لرواد الفضاء زراعتها في الفضاء، وتتعلق الخطة بمهمة “سبيس إكس” لشحن الإمدادات المقرر انطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لتزويد رواد الفضاء بالبقوليات الفضائية التي لم يتم تحديدها بعد، ولكن يمكنك الانضمام إلى الفرق المختلفة ومساعدة العلماء على تحديد النبات الأكثر ملاءمة للعيش في محطة الفضاء الدولية.
ويعلم تحدي اختيار بقوليات الفضاء من هنا الطلاب أيضا التفكير في عمليات التصميم والمراجعة، وهي مهارات مفيدة للتحديات الجديدة التي يواجهها العديد من الآباء حاليا، بعد أن اضطروا إلى القيام بدور المعلم داخل المنزل.
ويهدف المختبر الوطني وشركاء محطة الفضاء الدولية من إنشاء هذه الأنشطة إلى بث الأمل لدى الشباب خلال هذه الأوقات الصعبة، قائلين “نحن نعلم أن العديد من الطلاب يتعلمون في المنزل الآن، والأنشطة العملية مهمة بشكل خاص للحفاظ على تفاعل الطلاب وتعلمهم، نحن جميعا في هذا الأمر معا”.
نقلا عن الجزيرة