– واشنطن بوست 5/4/2014
مرت خمس شهور منذ أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن “على العالم أن يتحرك” لوقف “حرب التجويع” التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد “عدد كبير من السكان”. كما مرت ستة أسابيع تقريبا منذ أن أقر مجلس الأمن قراره رقم 2139, الذي أمر بموجبه النظام والمتمردين ” بالسماح الفوري بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق” والتهديد “بمزيد من الخطوات” في حالة عدم الامتثال.
منذ ذلك الحين, ووفقا لمنسقة الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليريا آموس, فإن حرب التجويع ازدادت سوء. عدد السوريين الذين هم بحاجة إلى المساعدات ازداد منذ يناير مليون شخص ليصل إلى 3.5 مليون. على الأقل هناك 180000 شخص يعيشون في مناطق محاصرة بشكل تام من قبل القوات الحكومية, التي ترفض السماح بمرور إمدادات الطعام أو الغذاء إلى داخلها. في مخالفة صريحة لقرار الأمم المتحدة, سمح نظام الأسد بمرور قوافل المساعدات من نقطة حدودية واحدة من أصل ثمانية حددها منسقو الإغاثة الأمميون.
ذكرت السيدة آموس أمام مجلس الأمن يوم الجمعة أن 6% فقط من السكان الذين يعيشون في المناطق المحاصرة تلقوا مساعدات منذ صدور القرار. كما أضافت أنه وفي هذه الأثناء فإن الجرائم المرتكبة ضد السكان تسارعت بشكل كبير؛ حيث أنه و منذ 22 فبراير, هناك 300 حالة اعتداء جنسي في دمشق وحولها. وأضافت :” الوضع الإنساني لا زا ل قاتما”.
السفير الأمريكي في الأمم المتحدة, سمانثا باور, وصفت تقرير السيدة آموس بأنه “مرعب”. وقالت بأن حكومةالأسد ” هي السبب الرئيس في عدم إحراز تقدم في وصول المساعدات عبر الحدود” التي من شأنها ” السماح للأمم المتحدة وشركائها بالوصول إلى ما يقرب من 4 ملايين شخص”. وأضافت :” شهية نظام الأسد لنشر المدافع والبراميل المتفجرة والضربات الجوية ضد المدنيين.. تشكل العامل رقم 1 في عمليات النزوح والأزمة الإنسانية الأوسع”.
بصورة طبيعية, سأل الصحفيون السيدة باور عن الخطوات القادمة التي اقترحت في القرار. عندها بدأ خطاب السفيرة المتماسك فجأة يميل نحو الضعف. وأجابت :” ليس هناك شيء يمكن أن أفعله أو أن نقوم به بمفردنا لجعل المجلس يقوم بما نريد . وبذلك فإنه ليس بإمكاني أن أقدم أي التزامات”.
لا, لا يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بأي تحرك من خلال الأمم المتحدة, حيث تملك روسيا حليف الأسد حق النقض الفيتو. ولكن لا ينقص إدارة أوباما الخيارات اللازمة لوقف الجرائم المستمرة والمرعبة ضد الإنسانية في سوريا. ما هو مفقود هنا هو إرادة التحرك. يمكنها أن تأمر نظام الأسد بالسماح لقوافل الإغاثة بالمرور – وهو أمر ذكرت السيدة باور أنه بحاجة إلى “جرة قلم فقط”- أو أن يهدد بشن ضربة جوية كتلك التي هدد بها السيد أوباما الصيف الماضي. حيث يمكن استهداف نقاط الحصار من خلال الطائرات دون طيار أو باستخدام الصواريخ. كما يمكن أن يزود المتمردين بأسلحة مضادة للطيران هم بأمس الحاجة لها لوقف المروحيات عن إلقاء البراميل المتفجرة على بيوت المدنيين والمستشفيات والمدارس. ويمكن أيضا تعطيل القواعد التي تستخدمها طائرات النظام الحربية.
ولكن وبدلا من كل ذلك يبدو أن السيدة باور وزملاؤها في الإدارة مرتاحون لسماع التقارير ” المروعة” التي يقدمها مراقبو الأمم المتحدة وبالتالي تقديم بيانات غاضبة ومن ثم يتنصلون من المسئولية بسبب عدم قدرتهم على كسب تعاون فلاديمير بوتين. إنه ليس الإداء الذي سوف يحكم عليه بصورة جيدة عندما يدرس المؤرخون سبب فشل السلطات السابقة في وقف هذه المذبحة الجماعية.