وترى أن الموقف الأوروبي ليس مشرفا، كما يجب، ولكنه راعى الشعور الإنساني على الأقل، أو احترم نفسه، وحفظ ماء وجه دول الاتحاد الأوروبي، بينما الموقف الأمريكي يجاهر بتأييد العدوان، وكان بإمكان أمريكا أن توافق على تشكيل لجنة التحقيق لتدعي ـ في الحد الأدنى ـ أنها مع الإنسان وحقوقه كما تدعي على الدوام، بيد أن التجمّل الأمريكي يختفي حين يتعلق الأمر بـ”ابنتها المتبناة إسرائيل”.
وتضيف الصحيفة أن معارضة القرار تعني أن أمريكا تضرب عرض الحائط بكل المبادئ، ولا تهتم بالاتفاقيات الدولية التي كانت هي أول الساعين إليها، والموقعين عليها، وذلك لا يحدث منها إلا عند “خطها الأحمر”، وهو إسرائيل، مما يؤكد “الكيل بمكيالين”، وأن ما تدعيه أمريكا من الحريات، وحقوق الإنسان، ومقاومة العنصريات، ليست سوى شعارات جوفاء هدفها الرئيس تقمص شخصية “شرطي العالم” الذي يتخذ من هذه الشعارات ذرائع للبطش والتدخلات العسكرية، إذ تخلق أمريكا كل مرة ذريعة إنسانية لتدخلاتها في كل مكان، بينما هذه الذريعة لا تعدو أن تكون غطاء يحجب المصالح الخفية، ويستر السياسات غير الأخلاقية.