إفراغ الماء المتسرب إلى المحطة وصيانة الرافعة الإطارية لرفع البوابات وتعبئة العنفات بالزيت هي أهم الإجراءات الأولية الواجب البدء بها؛ لحماية المدنيين بالمنطقة الشرقية من كارثة انهيار سد الفرات.
في حديث خاص للمركز الصحفي السوري, اليوم الأربعاء, مع المهندس “أحمد فرحات” رئيس الدائرة الميكانيكية في سد الفرات سابقاً، نقل لنا المهندس “فرحات” صورة كاملة عن الوضع الراهن للسد والأولويات الواجب البدء بها لحمايته من الانهيار.
وفي تفاصيل الحديث: بدأ المهندس حديثه عن السد قائلاً:”يتألف سد الفرات من قسمين: الأول عبارة عن سد ركامي كلسي بطول 4.5 كم محول بطريقة تمنع تسرب الماء، ثانياً المحطة وهي مبنية من الإسمنت المسلح بطريقة تحميها من الزلازل حتى 7 درجات على مقياس ريختر.
المحطة مكونة من 8 عنفات تولد 800 ميغا واط، وكل عنفة منها تعتبر محطة بحد ذاتها فهي مفصولة عن باقي العنفات ويتم التحكم فيها عن طريق غرفة التحكم الرئيسية.
أما بالنسبة لمجموعة التوليد الكهربائية عن طريق الماء “المجموعة الكهرومائية” فهي مكونة من قسمين: “الأول ميكانيكي والثاني كهربائي” ويتم التحكم بالعنفات من خلال صالة الآلات بشكل يدوي.
بالانتقال للعنفات، كل عنفة تحوي دارة تدعى باسم دارة الزيت المضغوط، هذا الزيت مسؤول عن تحريك شفرات العنفة، وبسبب تدمير غرفة عمليات التحكم بالعنفات وتوقفها عن العمل خرج الزيت من هذه الدارات، أما الرافعة الإطارية المسؤولة عن رفع بوابات المفيض فهي خارج الخدمة حالياً.
بالنسبة للإجراءات الاسعافية الواجب القيام بها فوراً داخل السد لمنع وقوع الكارثة فقد أفادنا المهندس “فرحات”: “حالياً لابد من تأمين مضخات غاطسة ذات استطاعة كبيرة ومولدة ديزل لتشغيلها لضح الماء المتسرب للمحطة، ثانياً لابد من إضافة الزيت للعنفات وتشغيل ضواغط الهواء لرفع الضغط إلى 40 ضغط جوي”.
كما يجب أن يتم فصل القواطع الهوائية من ساحة التوزيع وفصل المحطة والتأكد من قصر الدارات وفصلها عن غرفة التحكم، هنا يمكن تشغيل عنفة باستخدام مولدة ديزل, ومن خلال هذه العنفة يمكن أن نولّد طاقة كهربائية ذاتية عن طريق محركات التحريض ويجب أن يشرف على هذا العمل مجموعة من المختصين، وقد أشار هنا المهندس إلى عدم معرفته بأماكن وجود المختصين المشرفين على هذا الشأن, مضيفاً إذا أردنا رفع بوابات المفيض فلابد من صيانة الرافعة الإطارية وإدخال مولدة ذات استطاعة 500 kva لتشغيل الرافعة ورفع بوابات المفيض.
الجدير بالذكر أن المهندسين المشرفين على سد الفرات قد أصدروا, الاثنين الماضي, مجموعة من الاقتراحات لمنع انهيار السد بعد التحذيرات التي أطلقها ديوان الخدمات لتنظيم الدولة في الرقة بعد خروج السد عن الخدمة؛ إثر القصف وارتفاع منسوب الماء خلف السد بشكل خطير، مطالبين بوقف المعارك وإدخال فرق الصيانة, إضافة إلى حث تركيا على إيقاف الماء خلف سدودها بالأراضي التركية ريثما تحل المشكلة.
المركز الصحفي السوري