يقف جمال طالب الحقوق سنة ثالثة حائراً أمام مكتبة الجامعة في محافظة دمشق يردد في نفسه :”مصاريف ع الفاضي لو جبت فيها خبز لأهلي وخففت عن أبي كان أحسن “، لم تتح الفرصة أمام جمال للسفر كرفاقه إلى الخارج فكان الحل بنظر أهله متابعة الدراسة علها تعود عليه بالنفع يوماً ما.
الانتساب إلى الجامعات الحكومية بالمجان ولا يطلب من الطلاب سوى رسم تسجيل في أول السنة ويعتبر زهيداً نوعاً ما ، إلا أن التكاليف تبدأ من مستلزمات الدراسة من ورق مطبوع ومحاضرات يفرضها الدكتور على الطلاب لشرائها من مكتبة محددة، يصف جمال بأن أساتذة الجامعة أصبحوا تجار ورق ” بدك تنجح لازم تشتري النوته يلى بقلك عليها الأستاذ من نفس المكتبة إلي هو حددها”، ليؤكد “يتم الاتفاق بين صاحب المكتبة والأستاذ على نسبة معينة تعود لأستاذ المادة لقاء قدوم الطلاب للمكتبة “.
فحسب طلاب في جامعة دمشق وصل سعر الورقة المطبوعة الواحدة في المكتبة “10 ليرات” سورية إذا تمت الطباعة عن طريق كهرباء الدولة، أما إذا تمت الطباعة عن طريق المولدة فيصل سعر الورقة الواحدة إلى” 15 ليرة سورية “في حين أن سعرها كان قبل بدء الثورة السورية “نصف ليرة”، ” صاحب المكتبة بقلك ارتفع الدولار، أو الحجة الثانية ارتفاع سعر المازوت ” يصف جمال حال معظم الطلاب ليؤكد أن أقل مرجع مطبوع يكون من 50 ورقة ويصل أحيانا إلى 150 ورقة .
رغم غلاء المطبوعات الورقية إلا أنها تبقى أقل تكلفة من شراء كتاب كامل، فقد أشار المهندس جميل الشيخ مدير المطبوعات والكتب الجامعية في جامعة دمشق لجريدة البعث إلى أن “تراجع المبيعات يعود إلى إحجام الطلبة على شراء الكتب وسعيهم لشراء الملخصات والنوطات من المكتبات الخاصة فلم يعد يوجد علاقة ارتباطية بين الكتاب الجامعي والطالب كونه جل اهتماماته وتركيزه على شراء أسئلة الدورات السابقة أو من خلال تدوين الطلبة لمحاضرة الأستاذ دون التقيد بالكتاب”
يضيف “الشيخ” :”المخازن تعاني من تكديس للكتب القديمة المطبوعة فخلال العام الماضي لم يتم طباعة عدد كثير من الكتب فقد وصل عدد مخطوطات الكتب المطبوعة حوالي 616 كتابا فقط ”
في وسط مدينة دمشق تعمل ثلاث مطابع فقط، كما أكد مدير المطبوعات في معرض ابو ظبي الشهر الماضي، وذلك لأن جميع المطابع كانت متواجدة في ريف دمشق وبسبب قصف النظام الدائم للمنطقة، وانقطاع الطرق أدى ذلك لغلاء الكتب، ونقص المواد الأولية لصناعة الورق، فقد كان سعر كيلو الورق قبل الثورة 50 ليرة ليصبح بعد الثورة 450 ليرة سورية.
“ما فائدة العلم دون كتاب ، والكتاب يكسر ظهر طالبي العلم”، فمصاريف الطالب الجامعي كثيرة من مواصلات لدورات تقوية ببعض المواد، إلى كثير من التكاليف التي أجبرت جمال لترك الجامعة، والالتحاق بسوق العمل الحر ليساعد بتامين احتياجات أسرته التي تعاني من ظروف الحرب.
أماني العلي
المركز الصحفي السوري