يعد الأطفال المتضرر الأكبر جراء ويلات الحرب الدائرة في بلدانهم، ويعد التعليم والعناية الطبية والنفسية من أهم ما يفتقده الطفل في مناطق الحروب والنزاعات.
ففي سوريا وحدها يقدر عدد الأطفال الذين قتلوا في الحرب الدائرة رحاها منذ أكثر من خمسة أعوام بما يقارب 4 آلاف طفل، إضافة لأعداد كبيرة من الأطفال الذين تعرضوا لإعاقات مستديمة وجراح بالغة وحالات نفسية معقدة أثرت سلبا على عيشتهم وحياتهم.
هذا ويعد الأطفال من عمر شهر إلى العام والنصف من أكثر الأطفال عرضةً للمرض والموت إذ إن حملات التطعيم باللقاحات الأساسية لا تتم بسبب الحروب والحصار.
وتبلغ نسبة الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاحات 57% ، وقد جاءت سوريا في المرتبة الثالثة عالميا بعد كل من السودان والصومال بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف؛ بسبب الحروب التي تشهدها بلادهم والأوضاع المتردية بشكل عام.
وكانت قد أعلنت اليونيسيف في تقرير لها أن مستويات التطعيمات الأساسية في سوريا انخفضت لأكثر من 80% عام 2010 أي قبل عام من اندلاع الحرب في سوريا إلى 43% لعام 2014 لكن يعود شلل الأطفال للظهور في البلاد من جديد بعد القضاء عليه قبل 14 عاما.
وقد أطلقت منظمة اليونيسيف مع عدد من المنظمات الطبية بالتعاون مع الأطباء المتواجدين في مناطق الحروب والنزاعات مع قرب احتفال وكالة الأمم المتحدة بأسبوع التحصين العالمي من 24- 30 من أبريل/ نيسان حملة تحصين في سوريا كانت قد بدأت منذ شهر ولا تزال مستمرة.
الدكتور يعرب الزعبي رئيس دائرة اللقاح في مديرية صحة درعا أفادنا في حديث خاص بأن حملة لقاح شلل الأطفال تمت على دفعتين في محافظة درعا وجاءت الحملة بسبب تقصير النظام وعدم إرساله اللقاحات للمناطق المحررة إذ يغطي النظام 30% من اللقاحات فقط لعدم وجود الرقابة والمتابعة للكوادر العاملة في المناطق المحررة من قبل إدارة اللقاح في دمشق.
إضافة لموضوع التبريد الذي تحتاجه اللقاحات بشكل خاص والأدوية بشكل عام إذ يحتاج بعضها درجات حرارة مرتفعة وأخرى منخفضة فلا يؤمن النظام هذا في المناطق المحررة حتى لو كانت تحوي مشافي تابعة له، ولا ننسى انقطاع الكهرباء والمحروقات وغلائها وبالتالي عدم إيجاد أي بديل يحفظ اللقاحات والأدوية من الفساد.. إن وجدت هذه اللقاحات طبعا.
وحول الأمراض المنتشرة في حوران ذكر لنا الدكتور الزعبي أن أغلب أمراض الأطفال المنتشرة هي الإسهال -الإقياء -التهاب الأمعاء – التهاب الجهاز التنفسي- التهاب السحايا-الجرب- والقمل ( ويكثر في المخيمات)- إضافة لأمراض جلدية معدية.
لافتا لعودة بعض الأمراض للظهور في سوريا من جديد بعد القضاء عليها منذ سنوات كمرض الحصبة وشلل الأطفال الذي انتشر في شمال سوريا إلا أن شبكة الإنذار المبكر استطاعت بجهود جبارة أن تحارب انتشار المرض.
منوها الى عدم وجود أي حالة لشلل الأطفال في درعا؛ بسبب برنامج الإنذار المبكر والترصد للأمراض والأوبئة وهي عبارة عن شبكة من الأطباء في المشافي الميدانية والنقاط الطبية يقومون برفع تقارير أسبوعية عن الأمراض المنتشرة والأمراض التي نتخوف من انتشارها بسبب الحرب لمنظمة الصحة العالمية من مناطق درعا المحررة.. وبالتالي محاربة المرض والقضاء عليه قبل انتشاره أو بعد انتشار حالات منه، وتابع قائلا: واجهنا حالات شلل رخو تم جمع عينات منها وإرسالها لمخبر الصحة العالمية في الأردن، وكانت نتائجها سلبية ولله الحمد.
وذكر الدكتور الزعبي تعرض الأطفال في المناطق التي تشهد قصفا واشتباكاتٍ وحصاراً لسوء التغذية, هذا وقد شهدنا في المشافي الميدانية انتشار حالات التبول اللاإرادي وحالات لمرض التوحد بسبب الخوف والحالات النفسية السيئة التي يعانيها الأطفال، مع عدم وجود مراكز دعم وتأهيل نفسي وقلة المراكز الطبية الخاصة بالأطفال وقلة الإمكانات المتواجدة بها خاصة الحواضن؛ ففي درعا لا يوجد سوى 3 مراكز غير مجهزة بما يلزم بالشكل المطلوب.
المركز الصحفي السوري – غلا الحوراني