مع غياب الشمس عن ميدان “يني قابي” بإسطنبول الذي احتشد فيه ملايين الأتراك مساء اليوم الأحد تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفع المشاركون هواتفهم النقالة تجاه المنصة التي كان يقف عليها الرئيس التركي ويلقي كلمة، لترسم تلك الأنوار لوحة مضيئة كسرت العتمة التي كانت بدأت تخيّم على المكان.
ومع تزايد أعداد المشاركين في الفعالية والتي قدّرت بنحو خمسة ملايين شخص بدا الميدان وكأنه في وضح النهار بعدما رفع معظم المشاركين هواتفهم المضاءة وحرّكوها مع أنغام الموسيقى الاحتفالية ما عكس مظهراً من مظاهر التكاتف والوحدة التي سيطرت على أجواء التجمعات المماثلة التي أقيمت منذ فشل محاولة الانقلاب منتصف الشهر الماضي.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف الشهر المنصرم، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
الأناضول