رئيس الهلال الأحمر التركي، كرم قنك، في مقابلة مع الأناضول:
– أرسلنا شاحنتين كبيرتين وثالثة صغيرة إلى تل أبيض في إطار خطة لتقديم مساعدات غذائية وصحية لأهالي المدينة
– الهلال الأحمر التركي في مرحلة طارئة يعمل جاهدا لتلبية حاجة المحتاجين بشكل فوري
– عملنا في سوريا لا يقتصر على مساعدات غذائية، بل خدمات متواصلة، ستشمل أيضا المنطقة الآمنة المنتظر إنشاؤها
– فروع الهلال الأحمر استنفرت لجمع وتوفير المساعدات ونقلها، والمرحلة المقبلة ستشهد إعادة أبناء المنطقة الأصليين
– خطة الهلال الأحمر الحالية تتمثل في توفير مساعدات متواصلة لـ 50 ألف مدني
– تركيا ليس لديها أي أهداف سوى وحدة سكان المنطقة
– هناك أطراف منزعجة من تسليم تركيا إدارة المناطق المحررة لأبنائها الأصليين
– الشعوب العربية لا تنصت للتضليل الإعلامي، وتعرف مدى حب تركيا لأبناء المنطقة
– لا نعمل على تقسيم المنطقة، بل ستتواصل كيانا واحدا قائما على أساس الأخوة
أعلن رئيس الهلال الأحمر التركي كرم قنك، إرسال أولى قوافل المساعدات الإنسانية إلى مدينة “تل أبيض” السورية، بعد تحريرها من تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي في إطار عملية “نبع السلام”.
وفي مقابلة مع الأناضول، يقول “قنك” إن الهلال الأحمر أرسل الثلاثاء، شاحنتين كبيرتين وثالثة صغيرة إلى تل أبيض في إطار خطة لتقديم مساعدات غذائية وصحية لأهالي المدينة.
وأضاف أن الهلال الأحمر كجهة فاعلة في المجال الإنساني ضمن العملية، يعمل بجهد لحماية المدنيين، وتوصيل المساعدات دون توقف للمنطقة، وتأسيس السلام على المدى القريب والبعيد، لتوفير الظروف المناسبة لتشجيع عودة الأهالي.
والأربعاء الماضي، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على “الممر الإرهابي”، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
** مرحلة طائلة
ويلفت “قنك” إلى أن الهلال الأحمر التركي يمر حاليًا في مرحلة طارئة، ويعمل جاهدا لتلبية حاجة المحتاجين بشكل فوري.
ويشير أن المساعدات الإنسانية كانت تدخل منذ عام 2011 إلى داخل سوريا عبر 6 معابر حدودية، وتم تعزيز ذلك بمعبرين إضافيين، وهما “أقجة قلعة” و”جيلان بيلان”، لتلبية احتياجات الأشقاء في سوريا.
ويضيف أن مؤسستي الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليين يجتمعان الثلاثاء في المنتدى العالمي للعمل الإنساني بمدينة إسطنبول (يستمر حتى الأربعاء)، لبحث سبل مواصلة المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراعات، وفي مقدمتها سوريا.
وعن الاستراتيجية التركية للعمل الإنساني في الداخل السوري، يقول قنك إن “الهلال الأحمر يعمل منذ عام 2011 في المنطقة، وبات نموذجا للعمل في توزيع المساعدات، بالتوازي مع وزارة الصحة التي تمتلك 6 مستشفيات و34 مركزا طبيا و ألفين و300 موظف هناك”.
ويوضح أن مؤسسته تتعاون أيضا مع وقف “معارف” الذي لديه نحو 10 آلاف مدرس هناك.
** خدمات متواصلة
ويتابع بالقول: “عملنا في سوريا لا يقتصر على مساعدات غذائية، بل خدمات متواصلة، ستشمل أيضا المنطقة الآمنة المنتظر إنشاؤها”.
ويلفت قنك إلى أن فروع الهلال الأحمر استنفرت لجمع وتوفير المساعدات ونقلها، وأن المرحلة المقبلة ستشهد العمل على إعادة ابناء المنطقة الأصليين من العرب والتركمان والأكراد إلى مناطقهم التي هُجروا منها، ثم دعمهم في مرحلة إعادة الإعمار.
ويكشف المسؤول التركي إلى أن خطة المؤسسة تتمثل حاليًا في توفير مساعدات متواصلة لـ50 ألف مدني، على مدى 3 أشهر، بمبلغ 40 مليون ليرة تركية (6.8 ملايين دولار)، وفي المرحلة اللاحقة يتوجب على المجتمع الدولي تقديم مزيد من الدعم للمنطقة”.
** الهدف وحدة المنطقة وسكانها
وينفى قنك أن تكون لتركيا أي أهداف سوى وحدة سكان المنطقة، قائلا: “هذه الجغرافيا واحدة، من يقيم فيها أخوة، ولا يوجد تقسيم”.
ويردف: “سياسيا تركيا لم تتجاوز الاتفاقيات السابقة في المنطقة، ونفس الأمر حصل في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون شمالي سوريا، حيث يديرها أبناؤها من المجالس المحلية، وهم الذين كانت تمنعهم تنظيمات “ي ب ك/ بي كا كا” من إدراتها”.
ويتابع: “هناك أطراف منزعجة من تسليم إدارة المنطقة لأبنائها، والمسؤولون الأتراك يقولون إن هذه المناطق للسوريين، وعملنا مساعدة الناس، والحفاظ على حياتهم وكرامتهم”.
ويستطرد: “أعتقد أن العالم العربي يعلم ذلك، والشعوب لا تنصت للتضليل الإعلامي، وتعرف مدى حب تركيا لأبناء المنطقة، واليوم الصور تظهر بوضوح ترحيب الناس بالهلال الأحمر التركي، فهم يعرفون من لهم مطامع ومن جاء لمساعدتهم”.
وختم قنك حديثه بالقول: “أهل المنطقة أهلنا وأقرباؤنا، ونعمل من أجل إشقائنا السوريين، لكن بعض التنظيمات شيدت بيننا جدران، ونصبت حواجز وأفخاخ وألغام، أمّا نحن لا نعمل على تقسيم المنطقة، بل ستتواصل كيانا واحدا قائما على أساس الأخوة”.
نقلا عن الأناضول