بعد توقيع كل من تركيا وروسيا وإيران على مسودة اتفاق ينهي الصراع في سوريا، ويفضي إلى حل سياسي ويوقف عمليات القصف المتواصلة، أطلقت بعدها الدول الثلاث هدنة إنسانية تشمل كافة المناطق السورية، وتمهد الطريق أمام مباحثات السلام المزمع عقدها في مدنة أستانة عاصمة كزاخستان في 23 من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري.
ومالبث أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ليعلن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة له عن معركة كبيرة ف يمنطقة وادي بردى على أطراف العاصمة السورية، مستغلين التغطية الروسية والإيرانية لما يجري على الأرض، وأخقت قوات النظام في محاولاتها المتكررة لإخضاع المنطقة، وتكبدت خسائر بشرية ومادية ضخمة.
موقف المعارضة من “الخروقات”
هذه الخروقات الكبيرة للهدنة دفعت فصائل المعارضة إلى إصدار بيان تنستنكر من خلاله التصعيد الكبير على منطقة وادي بردى، مهدديين بالرد على تلك الخروقات وتعليق وقف إطلاق النار.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة مساء أمس الأربعاء اجتماعاً لأكثر من 70 شخصية معارضة “بين سياسي وعسكري”، ولذلك لبحث الخطوات التي يجب القيام بها لوقف التصعيد الكبير والخروقات المتكررة للهدنة، بالإضافة إلى مناقشة أبعاد مؤتمر أستنانة وتشكيل الوفد المفاوض.
وأعلن مصدر مقرب من المعارضة السورية لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن المعارضة تشترط وقف النظام وداعميه لحملتهما على وادي بردى، إضافة إلى وقف شامل لإطلاق النار وفك الحصار عن المناطق المحاصرة.
وأشار إلى أن وزارة الخارجية الروسية تسعى لجمع شخصيات من المعارضة السورية في موسكو نهاية الشهر الجاري بين اجتماع أستانا ومحادثات جنيف “ما يسمح بتسهيل تشكيل وفد موحد”.
موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من الهدنة.
من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا اليوم الخميس إن هناك إلتزاماً بعيد الحد باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا رغم بعض الخروقات التي تجري على الأرض، معتبراً أن قوافل المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة لم يسمح لها بالدخول إلى المناطق المحاصرة التي يعاني سكانها من نفاذ الأغذية، ولم يحدد ديمستورا الأطراف التي تعيق دخول تلك المساعدات.
وأكد ديمستورا أن الأمم المتحدة تلقت بطاقة دعوة لحضور اجتماع السلام المزمع عقده في ال23 من الشهر الجاري في العاصمة الكزخية “أستانة”، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار في كامل البلاد وتقريب وجهات النظر لدى طرفي الصراع.
وأضاف” إن جماعات مسلحة منعت خروج قرابة 23 حافلة محملة بالجرحى من بلدي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب، منوهاً في الوقت عينه أن معارك عنيفة تدور في عدد من بلدات وادي بردى، والذي يعتبر خزان المياه المغذي لملايين المدنيين في العاصمة دمشق.
وبدوره، أعرب الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” عن أمله في أن تشمل المفاوضات حول سوريا كافة الأطراف المعنية في الصراع، دون الأطراف العرقية والتنظيمات الإرهابية على حد قوله، وأضاف هولاند” إن المفاوضات يجب أن تتم بإشراف الأمم المتحدة وفق المعايير التي تم الاتفاق عليها في مباحثات جنيف عام 2012.
وقال الرئيس الفرنسي” من الملائم جمع كافة الأطراف السورية على طاولة واحدة، دون أي تواجد للمجموعات الإرهابية والمتشددين، وتابع” إن بشار الأسد لا يمكن أن يكون الحل للمشكلة، لقد أكدت مراراً على ضرورة الحل السياسي للصراع، وضرورة وجود عملية انتقال سياسي للسلطة، وذلك يتطلب عدم استبعاد أي طرف فاعل على الأرض.
وأكدت كل من روسيا وتركيا على صمود الهدنة رغم الحروقات الكبيرة، معتبريبن أنها خطوة إيجابية لإنهاء الصراع الدائر في البلاد منذ خمس سنوات.
المركز الصحفي السوري_ أحمد الإدلبي