ليست إغاثة الملهوف الهارب من بطش النظام في درعا باتجاه أشقائهم في الأردن تكون في إطعامهم وتقديم حبات الأرز ومغلفات التمر, بل أن إغاثة الملهوف تكون باحتضانه وفتح الأبواب والإحسان فهل كان الأشقاء الأردنيين قد أغاثوا أهل درعا أم أن الأردن فضلت موت السوريين بزنزانة النظام في حوران .
صرحت الحكومة الأردنية قبل أول يوم من الحملة العسكرية التي شنها النظام وروسيا والميليشيات المساندة له على أهل حوران مهد الثورة بإغلاق أبواب زليخا زوجة عزيز مصر وأحكمت اغفالها لتضمن عدم دخول أي طفل سوري إلى أراضيها وعلى لسان رئيس حكومتها عمر رزاز ليكتفي فقط بإرسال بعض الخيم وحبات التمر المغلفة وكأن السوريون ينتظرون الطعام ممن يغلق الأبواب بوجوههم .
حتى الأطفال الخمسة توفوا بلدغات عقارب البادية على حدود الأردن وحوران وحتى النساء الحوامل وضعن أطفالهن على الحدود في البرية دون وجود أي نقاط إسعافيه أو أطباء ولا حتى ممرضين ودواء هذا الحال أشبه بسارة زوجة نبي الله إبراهيم الخليل عندما وضعت في واد غير ذي زرع لكن الفارق أن إبراهيم وضعها مع ابنها إسماعيل بأمر من الله فهي لم تخف ولم تجزع لأنها تعلم أن الله سيحدث أمرا أما الحال في درعا فالنظام هو من وضع النازحين على الحدود وساعده في ذلك ملوك المملكة الهاشمية .
يوجد عدة تفسيرات لتصرف الأردن حيال السوريين العالقين على الحدود, الأول تقول حكومتهم بأن الاردن عاجزة عن تدبير النازحين ولا تستطيع تحمل تبعاتهم الاقتصادية, فبلدهم يعيش على المساعدات والقروض الدولية والتفسير الثاني أنها تخاف من دخول إرهابيين مع النازحين إلى أراضيها وهذا بعيد عن المنطق فقد دخل 1 مليون سوري عبر الحدود ولم تحدث أي عملية تفجير في الأردن فهذا ينفي ادعاءهم, وأما الثالث اتفاق بين بين النظام وروسيا والأردن وأمريكا وإسرائيل بأن تغلق الحدود أمام السوريين, ليجبروا على توقيع الهدن والمصالحات مع الضباط الروس وتسير الأمور كما سارت في الغوطة وشمال حمص .
الهاشميون يمنعون الماعون يتساءل السوريون, عندما هجر الصحابة مع الرسول الكريم من مكة إلى المدينة المنورة حدثت عملية تآخٍ بين المهاجرين من مكة والأنصار في المدينة واقتسموا المؤن والبيوت والدواب والأرض فهل يشبه هذا الواقع تصرف بني هاشم في الأردن بني هاشم في المدينة ومكة .
أطلق أردنيون نداءات لحكومتهم بأن تفتح حدودها أمام السوريين الهاربين من الموت لكن لا حياة لمن تنادي, فالحكومة أخذت قرارها قبل أن يبدأ النظام بحملته العسكرية فهذا دليل صارخ وفاضح وواضح على أن الأمر مبيت من قبل .
أهل درعا ليسوا بحاجة إلى أكياس الأرز والبرغل والتمر, أهل درعا واجهوا البارود والرصاص بشبابهم وأطفالهم وشيوخهم لكن … لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان … هي الأمور كما عهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان .
المركز الصحفي السوري ــ خاطر محمود