تستضيف مدينة “بون” عاصمة ألمانيا الغربية سابقا، اليوم الجمعة، اجتماعاً للدول “الداعمة” للمعارضة السورية، وذلك على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، بهدف التشاور واختبار الموقف الأميركي قبل أيام من استئناف مفاوضات جنيف.
الوقوف على موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من سوريا
ومنذ وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، تسعى باريس ومعها كثير من العواصم الأوروبية للتعرف على مواقف واشنطن من البؤر الساخنة في الشرق الأوسط، خصوصاً الحرب في سوريا، حيث سيكون وزير الخارجية الاميركي “ريكس تيلرسون” مجدداً محط اهتمام شركائه المهتمين بمعرفة موقف واشنطن من سوريا.
وهو أول اجتماع للدول الداعمة للمعارضة السورية أو ما يعرف بـ”النواة الصلبة العشرية” (نحو عشرة بلدان غربية وعربية وتركيا) منذ تولي الرئيس الاميركي دونالد ترامب مهامه رسمياً.
وتؤكد مصادر دبلوماسية فرنسية أن ما تناهى إلى وزارات الخارجية الأوروبية من مواقف وخطط الإدارة الأميركية عن الحرب السورية هو “ما يقوله المستشارون”، بينما لم يصدر لا عن البيت الأبيض ولا عن وزارة الخارجية الأميركية، أي تصريح رسمي يحدد “الخط البياني” للموقف الأميركي الراهن من سوريا.
وتشير المصادر بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن وزراء خارجية البلدان التسعة “ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، وتركيا” يرغبون بالاستماع إلى ما سيقوله زميلهم الجديد ريكس تيلرسون، ولا سيما التعرف على أهداف واشنطن في سوريا عبر التركيز على قضيتين: القضاء على تنظيم “الدولة”، والثاني مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، ما يندرج في سياق سياسة الاحتواء الأميركية الشاملة إزاء طهران.
المراهنة على موقف روسي جديد ولا سيما مواجهة النفوذ الإيراني
وسيطالب المجتمعون “تيلرسون” بحسب المصادر، أن يشرح خطة التحرك الأميركية “إذا كانت موجودة” بشأن التعاون مع موسكو في محاربة الإرهاب، أو العمل على الحل السياسي والموقف من بشار الأسد ودوره في العملية الانتقالية، وما يليها، وتصور واشنطن لما تريد أن تقيمه من “مناطق آمنة”، والمسائل العسكرية مثل دحر تنظيم “الدولة” على الأراضي السورية، وتحرير المناطق التي ما زالت تحت سيطرتها خصوصا الرقة ودور الأكراد في الحرب والتسوية ومواقف أنقرة.
وتراهن المصادر الفرنسية على “دور فاعل ومعتدل” يمكن أن يقوم به الطرف الروسي لجهة دفع النظام إلى قبول الخوض في المسائل “الجوهرية”، أي تلك التي رفض الخوض بها سابقا، وهي بذلك تعتبر أن مصير المحادثات مربوط إلى حد بعيد بما تريده موسكو.
وتعتبر المصادر أن هذه النظرة المتفائلة تقوم على شعور قوامه أن موسكو تريد وضع حد للحرب، ولذا فإنها “تستعجل تحويل الإنجازات العسكرية (في حلب وغيرها) إلى حل سياسي يتوافق مع مصالحها الاستراتيجية في سوريا ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وتضيف المصادر الفرنسية أن حلب سقطت لكن الحرب لم تنته، ويمكن أن تتحول إلى حروب بأشكال مختلفة. من هنا، فإن الحل الوحيد الممكن، بنظر باريس، الذي من شأنه أن يوحد الجهود لمحاربة الإرهاب والمساعدة لاحقا على إعادة إعمار سوريا يتمثل في الحل السياسي المقبول من الأطراف كافة.
وتشير المصادر إلى أن باريس مقتنعة ومعها عواصم أوروبية وخليجية كثيرة، أن موسكو تعي أن مواجهة النفوذ الإيراني والتخلص من الميليشيات المدعومة إيرانيا وكذلك من الميليشيات الأخرى لا يمكن أن يتحققا من غير الحل السياسي المنشود والمقبول. لكن كل هذه الاعتبارات تنتظر جلاء الموقف الأميركي الذي يبقى بالغ التأثير رغم تراجع دور واشنطن في الأشهر الأخيرة، بسبب خيارات الرئيس السابق أوباما والحملة الرئاسية.
وكان تيلرسون نجم هذه القمة لمجموعة العشرين التي استمرت يومين وتختتم ظهر الجمعة، والى جانب مواقفه حول سوريا، سبر شركاء وزير الخارجية الاميركي المتحفظ جدا مواقفه بشأن روسيا وايران والشرق الاوسط والتجارة العالمية.
أورينت نت