================
هموم وقضايا- مجلة الحدث العدد 25 تشرين1/أكتوبر
مما لا شك فيه أن وجود الإنترنت قد أحدث تغييراً جذرياً في واقع المجتمعات، بدءاً من طريقة الحصول على المعلومات و الأخبار إلى تغيير طرق التواصل بين البشر، إلى تسهيل حياتنا بتسيير عدة طرق كالتجارة الإلكترونية وغيرها حيث ان الإنترنت يلعب دوراً مهماً في حياة الطلبة التعليمية غيرأن شبكة التواصل الاجتماعي تعتبر الطريقة الرئيسية التي يتواصل بها البشر مع بعضهم في الآونة الأخيرة، وهذا يدُلّ على مدى أهمية الإنترنت في حياة الناس حالياً، وبالتالي فالإنترنت فعلاً قد فرض واقعه علينا و أصبح من أساسيات حياتنا، بل و حتى أصبح حقّاً من حقوق الإنسان في بعض الدول.
تسود حالة من الغضب والاستياء بين السوريين، مع توجه وزارة الاتصالات في حكومة نظام بشار الأسد، إلى إلغاء الانترنت المفتوح؛ ورفع الأسعار إلى مبالغ باهظة الثمن حيث أصدرت وزارة الاتصالات والتقانة السورية قراراً تعتزم فيه حجب المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو، عن تطبيقات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، عن المدير العام للهيئة الناظمة للاتصالات والبريد إباء عويشق، يوم الثلاثاء الماضي 16 من تشرين الأول، قوله إن حجب المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو قيد الدراسة. وقال عويشق هذه الدراسة لكون التطبيقات التي يستعملها المواطن السوري، مثل “واتساب”، و”فايبر” وغيرها من التطبيقات المجانية، تتيح الاتصال الصوتي والمرئي من دون مقابل عبر شبكة “الإنترنت”، ما أثّر على إيرادات شركات الاتصالات المرخصة. حيث أثارت هذا التصريحات جدلًا كبيرًا بين السوريين، خصوصًا أن معظم سكان المناطق الخاضعة للنظام يعتمدون على تطبيقات المحادثة عبر “الإنترنت” للتحدث مع أبنائهم، بسبب وجود أكثر من نصف سكان سوريا خارجها.
هذا وقد طالب عضو مجلس الشعب “نبيل صالح” في كلمة له أمام وزير الاتصالات “علي الضفير” وبحضور 31 نائباً قائلا: سيدي الوزير “هل حجب الاتصالات ترميم أم تمزيق النسيج الاجتماعي السوري” وأكمل موضحاً “كلما أمطرت السماء فوق أرواح الشعب الظمأى يسعى أولاد الحكومة لاقتطاع ضرائبهم ممالا يملكونه منها أصلا؛ كما هو الحال مع وزارة الاتصالات التي تسعى دائما إلى زيادة أسعار خدماتها بأضعاف كلفتها على الرغم من أنها مجرد ناقلٍ وليست منتجاً للمعرفة التي يطلبها شعبنا عبر الإنترنت، وتبعا لذلك لا يحق لها قبض ثمن مياه الينابيع المتجمعة من أمطار السماء لمجرد أنها تنقل مياهها عبر أنابيبها، لا بل تريد فوق ذلك تجفيف أنهار الاتصالات المجانية التي تنبع من أراضي الدول المتقدمة وينهل منها مواطنونا دون أن يكون للوزارة يد في وصول خيرها إلينا، إذ تنوي حجبها عنا لكي تبيعنا خدماتها المتعثرة بالإكراه، كما كان يفعل ولاة دمشق العثمانيون أواخر القرن السابع عشر حين كانوا يبيعون الماء للشعب بالطاسة بعد سنوات من شح الأمطار وجفاف الينابيع .
وإشار صالح خلال كلمته أمام الوزير,إن حجب خدمات الواتس والتليغرام وغيرها من خدمات الاتصال المجاني التي تتمتع بها بقية الأمم لهو عمل عدواني ضد الشعب، من حيث أنه يقطع تواصل العائلات السورية الموزعة في العالم عبر خدمات لا تكلف وزارة الاتصالات شيئا، بمعنى أن الأعداء يسمحون لنا بمشاركتهم مياههم وحكومتنا تمنعنا منها لتبيعنا مياهها المعكرة بالطاسة !؟ نريد من وزارة الإتصالات خدمات جيدة وبأسعار مناسبة لدخل هذا الشعب الذي لم يبخل بدم أبنائه لحماية الوزارات واستمرار أعمالها بدلا من معاقبته بالتقسيط .
ومن جانبة ردت وزارة الاتصالات على التساؤلات التي يعج بها الشارع السوري بأن “موضوع حجب الإنترنت هو موضوع مثار عالمياً وليس فقط في سورية وهو موضوع نقاش حاد في المحافل الدولية المرتبطة بالجوانب التقنية والتنظيمية للاتصالات، وأهمها الاتحاد الدولي للاتصالات. إذ أن هذه التطبيقات (والتي تعرف عادة باسم التطبيقات On The Top واختصارها OTT) تتيح لجمهور المستخدمين خدمات الاتصال الصوتي والمرئي بدون مقابل مستفيدة من وصول شبكة الإنترنت إلى عدد هائل من المستخدمين حول العالم، ولكنها بذلك تؤثر على إيرادات شركات الاتصالات المرخص لها بتقديم الخدمات, وبالتالي ينخفض العائد على الاستثمار لدى هذه الشركات ويقل الحافز لديها لوضع استثمارات إضافية لتحسين الشبكة وتقديم خدمات أفضل وأقل تكلفة.
ومن جانب آخر جاءت تعليقات عديدة من المواطنيين على قرار وزارة الاتصالات الذي نشرته ‘صحيفة وطن ‘ على “فيسبوك” وأبرز هذه التعليقات: “عندماتحكي عن العالم هناك دخل المواطن العادي لايقل عن 1500دولار في الشهر بينما في سوريا النشيط مابيطالع 100 دولار في سوريا للأسف القرارات التي تضر المواطن وتخدم رجل الاعمال والشركات والتجار ترى النور بس شي يفيد المواطن ويحد من جشع التجار والشركات ورجال الأعمال تبقى في الظلام أسفي على هيك بلد مسؤوليها بيدمروها ما أجاء مسؤول نفع الشعب والبلد “وعلق آخر قائلا .”نشكر الحكومة على هذه القرارات الحكيمة والتي ستؤدي إلى تهجير الشباب وإجبارهم على ركوب الأمواج والبحث عن أي وطن بديل وإفراغ البلد من شبابه بعد ما قرفوا حالن وتساوت عندهن الحياة والموت”. ومن ضمن التعليقات التي وردت على الصفحة. جاء تعليق يقول “لسة مفكرين الشعب ما بيعرف شو عم يصير بدول العالم السوريين حاليا بكل دول العالم وما في هاالشي الانترنت بس غالية شوي اما المكالمات الخلوية مجانا في اغلب الدول الاوربية فلا يسلبوا علينا”
سؤال يطرح نفسه هل حجب المكالمات الصوتية والمرئية عبر برامج الاتصال على الإنترنت، يصب في مصلحة شركتي الخليوي في سوريا، و يزيد من أرباحها ، وحصرا بعدما أعلن رامي مخلوف صاحب شركة “سيريتل” الشهر الماضي عن أرباح بقيمة 31 مليار ليرة سورية فقط عن أعمال النصف الأول، وهو ما اعتبره تراجعاً كبيراً في أرباح الشركة بالمقارنة مع السنوات السابقة، وبالذات قبل العام 2011.
*مجلة الحدث :وسيم مشهور*