نفى النظام السوري اليوم الثلاثاء، الإتهامات الأمريكية الموجهة إليه بما يخص وجود محرقة جثث في سجون صيدنايا وقالت أن لا أساس لها من الصحة.
وفي تصريح لمسؤول في الخارجية السورية قال فيه بأن الاتهامات الأمريكية التي تخص المحرقة في صيدنايا “رواية هوليوودية جديدة لا تمت للواقع أو الحقيقة بصلة ” على حسب زعمهم.
هذا وقد نشرت وزارة الخارجية الأمريكية صورا التقطت عبر الأقمار الصناعية، مرجحة أنها لأماكن استخدمت لإقامة “محرقة للجثث” للتخلص من رفات آلاف المعتقلين الذين تمت تصفيتهم في السنوات الأخيرة.
وتُظهر الصور عددا من المباني، ويعود تاريخها إلى نيسان/أبريل 2017 ونيسان/أبريل 2016 وكانون الثاني/يناير 2015 وآب/أغسطس 2013. وكُتب في أسفل إحدى الصور عبارة “السجن الرئيسي”، وفي أسفل صورة أخرى عبارة مبنى “يُحتمل أنه محرقة”. فيما صرح مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط ستيوارت جونز “نعتقد أنّ بناء محرقة هو محاولة لإخفاء حجم عمليات القتل الجماعية المرتكبة في صيدنايا”.
فيما أعلن المسؤول في الوزارة الخارجية الأمريكية “ستيوارت جونز” أمس الإثنين ” إن الحكومة السورية تقتل المعتقلين في أحد سجونها وتستخدم وسيلة قتل عنيفة جدا وهي شنيعة على الاطلاق وغير اخلاقية في حقوق الإنسان بحرق الجثث للتخلص من وجودها على الارض”.
وأشار جونز أن ما لا يقل عن 50 معتقلا يقتلون يوميا بممارسة أساليب التعذيب القبيحة في سجن صيدنايا خارج العاصمة دمشق وأشار إلى الصحفيين في واشنطن أنه يتم التخلص من أَغْلِبُ الجثث في دفنهم بشكل غبر منظم بالتخلص منهم في مقابر جماعية، بينما يتم حرق جثث أخرى في محرقة جثث للمعتقلين مصنعة من النظام السوري تقع داخل سجن صيدنايا وكما يتم احتجاز ما لا يقل عن 70 معتقلا في السجون لدى الحكومة السورية في زنزانات مصممة لاحتجاز 5 سجناء فقط.
وكانت وكالة العفو الدولية نشرت في شباط/فبراير تقريرا مرفقا بصور، واتهمت النظام السوري بأنه أقدم على إعدام 13ألف شخص بين عامي 2011 و2015 في سجن صيدنايا، منددةً بـ”سياسة إبادة” تشكل “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، لكنها لم تتحدث عن وجود “محرقة”.
ويذكر أن المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة “نيكي هايلي” قد قالت في صدد هذا الموضوع إن “المجازر الجماعية التي يرتكبها نظام بشار الأسد في المحرقة بسجن صيدنايا (في ريف دمشق) تذّكرنا بأكبر الجرائم ضد الإنسانية في القرن العشرين”.
كلام هايلي جاء في بيان أصدرته، مساء الإثنين، تعليقًا على إقامة النظام السوري محرقة للجثث في سجن صيدنايا العسكري لإخفاء أثر الجثث. وأكدت أن “نظام الأسد يمارس الإرهاب ضد شعبه بشكل وحشي وممنهج”.
وشددت أن “الأسد يتحمل مسؤولية تلك الوحشية، كما أن روسيا وإيران يحملون جزءًا من تلك الهمجية”.
ولفتت إلى أن “روسيا وإيران قدمتا الدعم (لنظام الأسد) في عمليات الخطف والتعذيب، والإعدام دون محاكمة، إلى جانب غاراته الجوية وهجماته بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية”.
وكان النظام السوري قد نفى صحة هذا الإدعاءات واعتبرها كاذبة تماما وتأتي هذه الاتهامات بعد زيارة للبيت الأبيض أجراها في 10 أيار/مايو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تُعدّ بلاده الحليف العسكري لسوريا.
ويشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صادقت ، في ديسمبر/كانون أول الماضي، على قرار قدّمته قطر وليختنشتاين (دولة غير ساحلية تقع في جبال الألب في أوروبا الوسطى)، ينص على تشكيل فريق عمل خاص لـ”جمع الأدلة وتعزيزها والحفاظ عليها وتحليلها والإعداد لقضايا بشأن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت خلال الصراع في سوريا”.
المركز الصحفي السوري