ولدى معظم العائلات النازحة في هذه المخيمات فقيد قتل في إحدى الغارات الجوية خلال السنوات الماضية. ومع ذلك يبدي الكثيرون من سكان هذه المخيمات تعايشاً مع الخطر المحيط، ويرفضون إيقاف نشاطاتهم اليومية بداعي الخوف أو الاحتياط. ويؤمن أبو أحمد، الذي يعمل سائقاً لحافلة نقل عام بين قرى إدلب، والذي ينطوي عمله على مخاطر كثيرة، أن القصف لن يقتله ما لم يكن مكتوباً له أن يموت. ويقول في هذا الصدد: “لا أحد يهرب من قدره، لم أوقف عملي في أي يوم، حتى في الأيام التي يقصف فيها الطريق، يصعد الركاب إلى الحافلة على مسؤوليتهم الخاصة، وأنبئهم بوجود خطر واحتمال التعرض للقصف، في هذه الأيام الخطر في كل مكان ولن نعيش إن استمررنا بالهرب فقط”.
ويضيف “مع هذا أحرص على أن أقود السيارة دون تشغيل الأضواء، حين أضطر إلى القيادة في الظلام، خاصة إن كان الطيران يحلق في الأجواء”.
في المقابل، يدفع العديد من النشطاء المدنيين والمجالس المحلية أهالي المخيمات والقرى إلى اتخاذ الحد الأدنى من الاحتياطات، لتقليل الخسائر البشرية التي يخلفها القصف. ويقول جهاد في هذا الإطار: “يصل عدد السكان في الدانا والمخيمات المحيطة بها إلى أكثر من 70 ألف نسمة، وبسبب وجود هذه الكثافة السكانية هناك محاولات كثيرة لتجنب التجمعات كالمساجد والأسواق، ودعت العديد من الجهات إلى إلغاء البازار وهو سوق كبير يقام يوم الإثنين في الدانا، إلا أنها للأسف لم تنجح في إلغائه بسبب عدم وجود قوة إدارية لها على الأرض”.
لبنى سالم_العربي الجديد