عمان- وضع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني فكرة إنشاء ناتو عربي، روج لها قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، على الرف، رغم استعراض القوة المستمر من قبل إيران على حدود البلد مع سوريا.وفق العرب اللندنية .
وفاجأت تصريحات الملك عبدالله “المهادنة” المتابعين للشأن السياسي في المنطقة واعتبروها إشارة إلى استمرار ارتباك الموقف الأردني من إيران؛ ذلك أنه من الواضح أن عمان لم تحدد بعدُ ما يجب أن تكون عليه العلاقة بينها وبين طهران رغم الاستفزازات المستمرة على حدودها.
ويرى هؤلاء المتابعون أن الأردن، من خلال الدعوة إلى تشكيل ناتو عربي، لم يكن يهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية على حدوده وإنما كان يبحث عن دور إقليمي إثر تراجع نفوذه الإقليمي، خاصة بعد التطبيع العربي – الإسرائيلي.
وجاءت دعوة العاهل الأردني بعد زيارة إلى واشنطن التقى خلالها الرئيس الأميركي، وهو ما رجَّح أن يكون الهدف هو الظهور كأحد الفاعلين في الشرق الأوسط ضمن المقاربة الأميركية الجديدة لتوطيد العلاقة بين إسرائيل ومحيطها العربي، مثلما رَجَحَت فكرةُ أن عمان ربما تريد أن تكون مقرا للناتو الجديد.
وبحسب المتابعين فإن مقترح الأردن لم يقابل بالحماس الذي توقعه العاهل الأردني، ولعلّه استشعر ذلك خلال القمة العربية – الأميركية التي انعقدت منتصف الشهر الجاري في جدة، لذلك قرر التراجع عن هذا المقترح.
وبدا الملك عبدالله خلال لقاء صُحُفي نُشر الأحد غير متحمس لفكرة الناتو العربي وقال إنها تحتاج إلى وقت طويل لتُنَفّذ، لكنه أشار في نفس الوقت إلى أن الأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران، و”هذا يتطلب أن تعمل طهران على تغيير سلوكها”.
◙ من الواضح أن عمان لم تحدد بعدُ ما يجب أن تكون عليه العلاقة بينها وبين طهران رغم الاستفزازات المستمرة على حدودها
وقال”لا بد أن يتحقق ذلك على أرض الواقع، فالتدخلات الإيرانية تطال دولا عربية، مثلما أن الأردن يواجه تحديات أمنية على حدوده بفعل ميليشيات مرتبطة بها”.
وعلق على سؤال بشأن فكرة الناتو العربي قائلا “نتحدث عن الحاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي، وهذا يتطلب تشاورا وتنسيقا وعملا طويلا مع الأشقاء، بحيث تكون المنطلقات والأهداف واضحة”.
وأضاف “لو نظرنا اليوم إلى مصادر التهديد التي تواجهنا جميعا، سنجدها مشتركة، وتتطلب تعاونا عربيا يستجيب لها، خصوصا مخاطر الإرهاب المتجددة، وشبكات التهريب المنظمة للمخدرات والأسلحة”.
والجمعة أعلن الجيش الأردني عن إحباط محاولة تسلل وتهريب أسلحة وذخيرة من سوريا إلى أراضي المملكة، وفق بيان نشره الجيش على موقعه الإلكتروني، نقلاً عن مصدر عسكري وصفه بـ”المسؤول”.
وذكر الجيش في البيان أن المنطقة العسكرية الشمالية، وبالتنسيق مع مديرية الأمن العسكري، أحبطت فجر الجمعة محاولة تسلّل وتهريب كمية من الأسلحة والذخيرة.
وفي السابع عشر من يناير الماضي أعلن الأردن عن تغيير قواعد الاشتباك على الحدود ووسّع عملياته، إثر ارتفاع عدد عمليات التهريب والتسلل.
وخلال السنوات الماضية شهد الأردن المئات من محاولات التسلل والتهريب، أبرزها على الحدود مع سوريا (شمال) والعراق (شرق)، نتيجة تردّي الأوضاع الأمنية في البلدين.
وعاد العاهل الأردني إلى ورقة القضية الفلسطينية حيث استقبل الأحد في زيارة مفاجئة وللمرة الثانية خلال أقل من شهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وذكر بيان أن الملك عبدالله أكد لعباس ضرورة التحرك الأردني – الفلسطيني المشترك على مختلف المستويات للبناء على النشاط الدبلوماسي في المنطقة بعد زيارة الرئيس الأميركي وانعقاد قمة جدة للأمن والتنمية.
◙ دعوة العاهل الأردني جاءت بعد زيارة إلى واشنطن التقى خلالها الرئيس الأميركي، وهو ما رجَّح أن يكون الهدف هو الظهور كأحد الفاعلين في الشرق الأوسط
وأضاف “شدد الملك على أهمية مواصلة التنسيق الأردني – الفلسطيني خصوصا قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل”. وتابع “لفت ملك الأردن إلى حرص بلاده على إعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية أمام المجتمع الدولي”.
وزاد “أكد الحرص على إدامة التنسيق مع الأشقاء العرب لدعم القضية الفلسطينية”، مشددا على “ضرورة شمول الأشقاء الفلسطينيين في المشاريع الإقليمية وتمكينهم ودعم صمودهم على الأرض وعدم تهميشهم”.
ويريد العاهل الأردني أن يلعب دورا في الملف الفلسطيني يدفع باتجاه العودة إلى إحياء حل الدولتين.
ورغم وجود دوافع حقيقية تجبر الأردن على السعي إلى إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية، بالنظر إلى التداخل الديمغرافي بين الشعبين الفلسطيني والأردني، فإن هذه الدوافع لا تمثل السبب الأساسي الذي يبرر ما يقوم به الأردن مؤخرا في هذا الشأن؛ فالدافع الرئيسي هو إدراكه المتزايد لتلاشي أهميته ودوره في هذه القضية بعد أن اختار عدد من الدول العربية التطبيع مع إسرائيل.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع