قد تكون الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مصير التطورات العراقية، مع تمكُّن المسلحين من السيطرة على مناطق محيطة بالعاصمة بغداد، بحسب معلومات “العربي الجديد”، وإعلان النفير العام في المناطق العربية السنية بعد الأنباء التي تتحدث عن احتمال تدخل إيراني، وبدء ولادة ميليشيات شيعية في بغداد، لمواجهة الفصائل المسلحة.
وتقدمت الفصائل المسلحة من المحورين الشمالي والغربي الجنوبي للعاصمة، بعد معارك مع قوات الجيش، التي اضطرت الى الانسحاب باتجاه بغداد تاركة خلفها آليات ومعدات مختلفة، استولت عليها الفصائل المسلحة، بحسب ما كشفه، لـ”العربي الجديد”، مصدر أمني عراقي في زارة الداخلية، ليل الخميس.
وبينما لا تزال مدن نينوى وصلاح الدين والأنبار على حالها، خاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة التي شكّلت مجلس تنسيق في ما بينها لإدارة شؤون المدينة، أعلنت “المجالس العسكرية لعشائر الأنبار وصلاح الدين”، النفير العام، عقب معلومات عن دخول قوات إيرانية إلى العراق لمساعدة الجيش الحكومي العراقي.
وذكر المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن “المسلحين استولوا على مناطق ذراع دجلة وابراهيم ابن علي، شمالي بغداد، فيما سيطروا على بلدات وقرى جديدة بقضاء أبو غريب، من بينها دويليبة والعناز وقصر الباشا، على بعد 25 كيلومتراً من مطار بغداد الدولي”.
وأوضح أن “العشائر في تلك المنطقة كانت تنتظر وصول دعم جماعات مسلحة لها، من خارج المنطقة، لتنضم إليها وتستولي على المنطقة”.
وأضاف أن “18 جندياً وثلاثة ضباط قُتلوا من الجيش، في الدقائق الأولى للاشتباكات التي انتهت بانسحابه”. ولفت الى أن “الجيش بدأ القصف المدفعي على تلك المناطق بعد ساعات من سقوطها وانسحابه منها”.
وقال القيادي في “المجلس العسكري لعشائر صلاح الدين”، الشيخ عبد المجيد الدوري، لـ”العربي الجديد”، إن “المجلس يتابع تسريبات إعلامية عن وصول وحدات من قوات الحرس الثوري الايراني الى العراق، للدخول الى سامراء وتكريت، بدعوى تحريرهما، ونحن نراه احتلالاً لأرضنا العربية، وتصعيداً خطيراً في الوضع الراهن بالعراق، لذا نعلن النفير العام ونطالب العشائر العربية الشيعية في الجنوب، المسارعة الى منع هذا الاعتداء وعدم الاكتفاء باستنكاره في حال ثبت ذلك للعيان”.
وفي السياق، رأى أمير قبيلة “جميلة”، قائد “المجلس العسكري للثوار بمحافظة الأنبار”، الشيخ رافع الجميلي، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، أنه من “العار التفرج على قضم إيران للعراق والجميع يشاهد”. وأكد أن “الثوار سيقاتلون حتى الموت ومهما كلّف الأمر، لأننا سنعتبر دخول أول جندي إيراني للعراق، أكثر من ثورة ومطالبة بالحقوق”.
وأعلن أن “العشائر تستنكر الصمت المطبق من الدول العربية، التي باتت تختزل حراك طيف واسع من العراقيين على أنه إرهاب مجيّر باسم داعش”. وتساءل: “لو كانت داعش هي وحدها في الساحة وقادرة على إسقاط كل تلك المدن، أين كانت قبل هذا اليوم؟”.
وفي بغداد أُعلن، مساء الخميس، عن تشكيل ميليشيا جديدة باسم “فيلق الكرار” لمواجهة التنظيمات المسلحة التي تسيطر على محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار وتقف في محيط العاصمة بغداد.
وفي إطار متصل، دعا مكتب زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، الى “مراجعة المكتب للتطوع في سرايا السلام، للمساهمة في حماية الحسينيات والمراقد المقدسة”، وفقاً لما أفاد به المتحدث باسم التيار، صلاح العبيدي. وحذّر العبيدي، في حديث لـ”العربي الجديد”، من “استغلال السرايا من قبل تجار الحروب، لأن عملها يجب أن يكون منسّقاً مع الجهات الحكومية”.وأشار المتحدث باسم الفيلق، الذي كان يرتدي الزي العسكري برتبة نقيب، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، إلى أن “التشكيل الجديد يضم عناصر من عصائب أهل الحق وحزب الله فرع العراق، لصد الهجمة البربرية لتنظيم داعش وحماية المراقد المقدسة في سامراء وبغداد والنجف وكربلاء”.
وأُقيمت مراسم الاعلان عن التنظيم الجديد في جانب الرصافة ببغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة رافقها قطع للطرق الرئيسية المؤدية الى مكان الحفل.
ولفت الى أن “أوامر السرايا يجب أن تكون مركزية وحصرية من مكتب الصدر”.
إلى ذلك، كشف قيادي في إحدى الفصائل المسلّحة في الفلوجة، رفض الكشف عن اسمه، لـ”العربي الجديد”، أن “اجتماعاً طارئاً سيعقد خلال الساعات القليلة المقبلة لجميع الفصائل المسلحة الاسلامية والعشائرية المتواجدة بمدن الانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وأجزاء من ديالى، فضلاً عن حزام بغداد للتباحث حول تنسيق الجهود في الايام المقبلة، بشكل أكبر، ومعالجة أخطاء الضعف الاعلامي لها، بشكل يطلع الرأي العربي والعالمي على حقيقة ما يجري بالبلاد”.