قصفٌ ممنهج و دمار هائل في المنازل و البنى التحتية للمدن و القرى و البلدات الخارجة عن سيطرة النظام السوري، أودت بحياة الآلاف من السوريين و دمرت الكثير من منازلهم.
حوالي المليون و نصف المليون منزل تعرّضوا للدمار في سورية منذ بدء الحراك الثوري في آذار/مارس 2011 حسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية و الاجتماعية لغربي آسيا ” الاسكوا “، 315 ألف منزل تعرّض للدمار الكامل و 300 ألف منزل تعرّض للدمار الجزئي مع دمار البنية التحتية من مياه و كهرباء و صرف صحي، أكثر المنازل المتضررة في محافظة حلب.
معاناةٌ جديدة اكتسحت السوريين بعد القتل و التشريد و الدمار الهائل الذي حلّ بمدنهم و قراهم، فبعد تدمير منازلهم و اضطرارهم لتركها و الخروج في رحلة أخرى لا يعلم نهايتها أحد.
مغارات جبليّة اتجّهت نحوها العائلات السورية المتضررة بفعل الحرب الدائرة بين طرفي النزاع في سوريا و خاصة بعد التدخل الروسي العسكري لمساندة قوات النظام، لينتقلوا بذلك إلى من موتٍ بفعل القصف إلى مصيدة موت بطيء يطاردهم في كل لحظة.
أمراض كثيرة تواجه من هرب من بطش الغارات الجوية و القذائف المدفعية و اتّخذ من تلك المغارات مأوىً له و لعائلته، فعدم دخول أشعة الشمس و الضوء إلى داخل المغارة و الرطوبة المرتفعة جداً هناك تسبّب العديد من الأمراض خاصة للجهاز التنفسي كالربو.
أم أحمد أم سورية من إحدى قرى جبل الزاوية في ريف محافظة ادلب الجنوبي، نزحت مع عائلتها إلى إحدى المغارات الأثرية بعد أن استهدفت أحد مروحيات النظام منزلهم ببرميل متفجر ليصبح ركاماً، حدثتنا عن ابنها أحمد الذي يبلغ من العمر 10 سنوات والذي أصبح يتملكه الرعب من أي صوت قوي يسمعه، فعندما يسمع صوت الطائرة وهو في المغارة يبدأ بالقول ” ماما .. طيارة .. اسمعي البرميل كيف عم يهوي .. خبيني “، يقول هذا الكلام و في ذاكرته ما حلّ بمنزله في قريته.
لم يتوقف الأمر على الأمراض فقط، بل تكثر في تلك المغارات الحشرات المؤذية و الزواحف القاتلة، إذ تنتشر أوكار العقارب و الأفاعي و التي يمكن لسمّها أن يودي بحياة من تلدغه.
كثير من الأطفال السوريين حلّت بهم أزمات نفسية و مشاكل أخرى بعد هذا القصف الذي تعرضوا له و موجات النزوح بعد أن تخلوا عن منازلهم و مدارسهم و ذكرياتهم في شوارع بلادهم.
لم توفّر غارات طائرات النظام السوري و حليفته روسيا للسوريين مكاناً للجوء سوى تلك المغارات بين أحضان الصخور، فلم تسلم منازل المدنيين و مساجدهم و جميع الممتلكات العامة من القصف الذي طال المدن و البلدات في بقاع الأراضي السورية.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج