أفاد إقتصاديٌ بارز لصحيفة الغارديان أنّ النّتائج الإقتصادية البعيدة الأمد لدخول اللّاجئين إلى ألمانيا ستفوق كلفة الأزمة الحاليّة.
يقول مارسيل فرازشير وهو رئيس المعهد الألماني للأبحاث الإقتصاديّة والإجتماعيّة، أنّ وصول مئات آلاف اللّاجئين وتوقّع وصول العدد إلى المليون في السنّة القادمة يشكّل فرصة كبيرة لإنماء الإقتصاد الألماني. كما أنّ الوضع الإقتصادي الحالي لألمانيا أكثر من قادر على الترحيب بهم.
يضيف فرازشير بعد النّظر إلى الفائض الإقتصادي العامّ الحالي وازدهار سوق العمل أنّ ألمانيا في أفضل حالاتها منذ 70 سنة للتعامل مع هذا التحدّي. ولقد أفادت دراسة جديدة من المعهد الألماتي للأبحاث الإقتصاديّة والإجتماعيّة أنّ المكاسب لدخول اللّاجئين ستفوق الكلفة المتكبّدة “خلال الخمسة الى عشر سنوات المقبلة”.
يأتي هذا التقرير في وقت تزداد فيه الأصوات الّتي تتخوّف من أخطار هذه الحالة، كما تشكّك من قدرة الدّولة على تحمّل أعباء توافد الآلاف من اللّاجين. لكنّ التقرير يؤكّد أنّ كلفة إيواء اللّاجئين، في هذه السنة، قد وصلت إلى 10 مليار يورو، فيما أنّ الفائض الميزانيّة الإتّحاديّة والمحليّة قدّرت ب 15 مليار يورو. ولذلك يعود فرازشير ويؤكّد أنّ ألمانيا في موقع إقتصاديّ ممتاز لتحمّل هذا العبئ.
بعد أسابيع قليلة من موقف أنجيلا ميركيل الشهير: “نحن نستطيع فعلها”، في اشارة لترحيب الماني باللّاجئين، بدأت حملات مضادّة لهذة السياسة الّتي وصفت بالمتهوّرة كحدّ أدنى. فلقد تزايدت نسبة الحوادث والجرائم في الفترات الأخيرة في المانيا، ممّا دفع الحكومة الى استدعاء أعداد كبيرة من الشرطة المتقاعدين، إضافة إلى زيادة العاملين في قطاعات أخرى كالقطاع التعليمي، حيث تمّ استقطاب 25 ألف شخص للعمل في مناصب تعليميّة لمواجهت الأعداد الهائلة من التطلاب الجدد.
قد لا تكون مظاهر التّعدّي على اللّاجئين نادرة، فهي تحصل بشكل يوميّ ومتكرّر. لكن يبدو أنّ هذه من رواسب الفكر اليميني النّازيّ المتطرّف، الّذي يستغلّ هذه الظّاهرة عبر التهويل والتضخيم من حجم الأزمة مستغلّا قابلية الشّعب للخوف من الدّخول في المجهول، محاولاً كسب بعض التّأييد السياسي.
من جهتها تبذل الحكومة جهدها في تبديد هذه المخاوف الّتي لا أسس واقعية لها سوى تلك النّاتجة عن العنصريّة الفوقيّة الّتي تبقى ظاهرة مرفوضة في المجتمع الألماني.
ومن المعروف أنّ معظم الشعب الالماني قد رحّب باللّاجئين من جميع الجنسيات على كافة الاراضي الالمانية، حتّى أنّ البعض رفع رايات الترحيب تقول “أهلاً باللّاجئين”. فيما كلّ المؤشّرات الإقتصاديّة الحاليّة تدلّ على قدرة ألمانيا على استيعاب تلك الملايين، بل ان التقديرات تتنبأ بنمو الاقتصاد الالماني في المدي القريب.
و مع استمرار دخول عشرات الآلاف من اللّاجئين يوميّا لا يبدوا أنّ السياسة الألمانيّة ستتّجه إلى إغلاق أبواب حدودها في الزّمن القريب.
صحيفة الغاردين
موقع جنوبية