وصل وفد المعارضة إلى العاصمة الكازاخية أستانة بقيادة أحمد طعمة مع وفود روسيا وتركيا و إيران التي تعد نفسها أطراف ضامنة .
المعارضة السورية لم تترك مؤتمرا من جنيف1 وحتى هذا المؤتمر إلا وحضرته، و بين هذين المؤتمرين خسرت المعارضة أكثر من 70% من الرقعة الجغرافية التي كانت تسيطر عليها أيام جنيف 1 .
في أُولى كلمات الطرف الروسي الضامن الذي لم يضمن شيء من النظام، بل كان مساعدا ومساهما في عملياته العسكرية ضد الثوار والمدنيين في حلب وادلب وحماة، أما اليوم في أستانة فقد أكد المبعوث الروسي الكسندر ليفرانتييف أن بلاده ستطهر شرق الفرات من الإرهاب وهذه الجملة تريح تركيا، وفي المقابل لديها طلبات من تركيا يجب أن تنفذ أولها اتفاق سوتشي والذي تريد منه روسيا أمرا مهما وهو فتح الطريقين الدوليين اللاذقية حلب وصولا للحدود التركية، و دمشق حلب لتخرق أراضي المعارضة بمقص اسمه سوتشي .
هذه سياسة روسيا مع تركيا وعلى مبدأ المقايضة يبقى الرهان على الثوار، فالمعارضة تراهن على جولاتها السياسية وحضورها المؤتمرات التي أتعبت الشعب السوري، والتي كانت نتائجها تهجير وقتل الملايين خلال الفترة الممتدة من جنيف 1 وحتى أستانة 11 الذي يحمل مفاجآت بعد انتهائه .
عندما يكون الضامن هو قاتلك، وعندما يكون وسيطك للمفاوضات مع عدوك، يقصفك بأحدث الأسلحة فيجب حينها على المعارضة أن تترك تلك المؤتمرات التي هي مؤامرات ضد شعبهم وممثليهم وينبغي أيضا على كل سياسي أن ينصر الشعب المظلوم، ليس بالقتال معه بل أن لا يجلس مع القتلة .
الشعب السوري و رغم بساطته، يعي تماما ما يدور في المؤتمرات من مؤامرات، ويدرك أن العدو الذي قتل الآلاف في سوريا بطائراته لن يتوانى عن ذبحهم بعد أستانا 11 .
المظلومون و المهجرون والنازحون و أطفال وزوجات و أمهات الشهداء في الشمال السوري، يقولون أن المؤتمرات هجرتهم وقتلتهم وحرمتهم آبائهم، إلا أن المعارضة تصر على الحضور وملاحقة الاجتماعات في القاعات والمحافل الدولية ليخرج في النهاية أحدهم وينتقي تصريح لا يغني و لا يسمن من جوع، ولا يعبر عن قيادة سياسية تحمل هموم المعتقلين في سجون النظام، الذين يعانون الويلات أو أنهم يسمعون صراخ الأطفال ويحملون صرخاتهم لداخل مؤتمر أستانة، ويضرب أحدهم يده على طاولة المفاوضات ويرفض كل ما جاء من مخططات ويدعو الثوار للاندماج والتوحد تحت راية واحدة ويدعو لثورة جديدة قوامها أفضل، فالسلاح اليوم موجود بيد الثوار ولم يكن موجودا في مظاهرات درعا عام 2011 .
يقول أهالي الشمال لقد سئمنا من قول هذا وذاك، لم نعد نأمل خيرا من أحد إلا الله، فكل فصيل نائم على حقائب دولاراته ومشاريعه و مستجيب لكل أمر من الداعم أو المتحكم بتجارته، فيما يبقى الشرفاء منهم وحيدين منبوذين، تصيح قلوبهم لا لا، لكن لا أحد يسمعها وتعجز ألسنتهم عن نطقها لأن التصفية ستكون نهايته .
نتائج أستانة لم تظهر فالاجتماع بدأ اليوم وسينتهي قريبا، وتظهر نتائج لن تفيد إلا روسيا فالاجتماع لديها، وعلى أرضها السابقة .
المركز الصحفي السوري_ خاطر محمود