أكد وفد المعارضة السورية بجنيف أنه لن يبدأ التفاوض قبل وقف قصف المدنيين وفك الحصار عنهم وإطلاق المعتقلين, مهددا بترك مقر المفاوضات في حال استمرار “جرائم النظام” السوري.
وقال رياض نعسان آغا المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماعات المعارضة في الرياض في تصريح للجزيرة بجنيف، إن الهيئة ستمنح المجتمع الدولي فرصة جيدة للوفاء بوعوده, وأكد أن الوفد لن يدخل المفاوضات إلا عندما يتم إبلاغه بتنفيذ المطالب التي تشمل الكف عن قصف المدنيين, وفك الحصار عنهم, وإطلاق المعتقلين ومن بينهم النساء.
وأضاف نعسان آغا أن قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي صدر الشهر الماضي نص على مرحلة إنسانية تسبق المفاوضات, مؤكدا أن الهيئة العليا تلقت رسالة من المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأن تنفيذ المطالب المتمثلة في وقف استهداف المدنيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين, حق مشروع وواجب التنفيذ.
كما قال إن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي وفق بيان جنيف1 يعني إنهاء مرحلة الدولة الأمنية والمستبدة في سوريا, وبدء مرحلة الدولة المدنية الديمقراطية.
واتهم المتحدث باسم وفد المعارضة النظام السوري بعرقلة المساعي السياسية, وقال إن انطلاق المفاوضات في جنيف رافقه تصعيد عسكري من جانب النظام وحلفائه, مؤكدا في هذه الأثناء مجددا أن المعارضة لم تحصل على أي ضمانات, وإنما تلقت دعما سياسيا من أطراف دولية مختلفة.
وجاءت تصريحات نعسان آغا بعيد وصول وفد ضم نحو أربعين من أعضاء الهيئة بقيادة المنسق العام للهيئة رياض حجاب. ويضم الوفد 17 مفاوضا من أبرزهم العميد أحمد الزعبي, ومحمد علوش الذي يمثل فصيل جيش الإسلام.
وبدأت المفاوضات فعليا مساء الجمعة بمشاورات أولية بين دي ميستورا ووفد النظام السوري برئاسة السفير بشار الجعفري. وقال مراسل الجزيرة زاور شاوج إن من المرجح أن تستأنف المفاوضات يوم الاثنين.
من جهتها قالت مراسلة الجزيرة إن ثمانية من أفراد وفد المعارضة سيجتمعون مساء الأحد بالمبعوث الدولي في جنيف.
تهديد بالانسحاب
وفي بيان تزامن تقريبا مع وصول وفد المعارضة إلى جنيف، قال رياض حجاب إن وجود الوفد في جنيف مرتبط بتحسين الحالة الإنسانية للسوريين عبر فك الحصار وإطلاق المعتقلين والوقف الفوري للقصف العشوائي، وليس في إطار العملية التفاوضية التي يجب أن تنطلق بعد ذلك على أساس القرارات الأممية.
وأضاف حجاب أن وفد المعارضة سيبلغ دي ميستورا بأن بقاءه في جنيف لن يكون مبرّرا “إذا أصرّ النظام على الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم”.
وكان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا قال الجمعة إن وقف إطلاق النار هو القضية التي يجري بحثها حاليا في جنيف, وهو ما يستدعي وجود طرفين للتفاوض. وقد شهد اليوم الثاني من جولة جنيف3 انسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بزعامة صالح مسلم، بما أنه لم يتلق دعوة رسمية من الأمم المتحدة, وكانت روسيا ضغطت كي يشارك ضمن وفد المعارضة.
من جهته قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي السبت إنه يمكن لفصيلي جيش الإسلام وحركة أحرار الشام السوريين المعارضين المشاركة ضمن وفد المعارضة, مؤكدا أن المفاوضات ستكون غير مباشرة في هذه المرحلة. وكانت موسكو اعترضت سابقا على مشاركة ما تصفها بمنظمات إرهابية في المفاوضات.
وتواجه المفاوضات تعقيدات بالغة في ظل رفض النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين مطالب المعارضة الرئيسية، بما فيها تشكيل هيئة حكم انتقالي تنتقل إليها صلاحيات الرئيس السوري بشار الأسد.
المصدر : الجزيرة + وكالات