من جهته، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إنه منذ بداية هذه المفاوضات في جنيف، جعل نظام الأسد الوضع الميداني أسوأ مما كان عليه”، معتبرا أن التقدم في أعمال جنيف مرتبطة بشكل مباشر بالواقع الذي يواجهه المواطنون في سوريا.
وأضاف المسلط في بيان الاثنين أنه إذا لم تتحسن الأوضاع الميدانية على الأرض، فستؤثر على تقدم العملية السياسية، “ولا يمكن السماح للمحادثات بأن تكون وسيلة يستغلها النظام لممارسة العنف”، لكنه أكد على التزام الهيئة العليا للمفاوضات بشكل كامل بالعملية السياسية وتحقيق السلام.
وشدد على أن الهيئة العليا للمفاوضات طالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد للامتثال للبنود الإنسانية الواردة في القرار 2254، وأن يوضحا للنظام أن عليه الانخراط بصورة جدية في جدول أعمال دي ميستورا، مع التركيز على حكومة انتقالية.
من جانبه قال كبير وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف محمد علوش إن النظام يخالف كل ما يقوله على الأرض ولم يلتزم بالهدنة، مضيفا في حديث للجزيرة أن على الأمم المتحدة تحمُّل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية تجاه ما وصفها بمآسي الشعب السوري، ومؤكدا أن النظام لا يزال يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يحاصرها.
في المقابل، قال رئيس وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري إن الوفد عقد جلسة مفيدة مع المبعوث الدولي إلى سوريا، مؤكدا أن الوفد في انتظار رد المعارضة على ملاحظات أبداها على بنود ورقة المبادئ الأساسية التي قدمها دي ميستورا خلال الجولة الماضية من المفاوضات.
مراقبون دوليون
من جهته قال مراسل الجزيرة في جنيف رائد الفقيه إن المعارضة ركزت في مطالبها على تطبيق القرارات الدولية، وما تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن وقف الأعمال العدائية وتخفيف المعاناة الإنسانية في سوريا.
وقال إن وفد المعارضة طلب من الأمم المتحدة إرسال مراقبين دوليين من أجل مراقبة تنفيذ قرار وقف الأعمال العدائية، كما طالبت بإرسال بعثة تقصي حقائق بشأن المعتقلين في سجون النظام.
أما المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا فأوضح أن وفد المعارضة قدم أسئلة للمبعوث الدولي إلى سوريا، وطلب تأجيل المفاوضات إلى حين الحصول على إجابات.
وعن فحوى الأسئلة التي قدمت، قال آغا في حديث للجزيرة إن وفد المعارضة قدم مقاربة للتصور عن الحكم الانتقالي، كما طالب بتقييم دولي للمسار الإنساني في سوريا، محذرا من تدفق مزيد من اللاجئينفيما لو استمرت العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام في حلب وحمص والرستن.
وأوضح أن وفد المعارضة لاحظ منذ بدء مفاوضات جنيف ما وصفها بأنها “حالة تمييع للمفاوضات وتهرب من تنفيذ قرار مجلس الأمن”، خصوصا ما يتعلق بمسائل تقديم الإغاثة للشعب السوري.