قراءة في الصحف – الشرق الأوسط
«الائتلاف»: تقدمنا في 15 نقطة عسكرية.. و«المرصد» يؤكد وصول أسلحة
باتت «معركة الشمال» السوري هي الوجهة الرئيسة «لطرد قوات النظام بعد اتفاق الهدنة في حمص الأسبوع الماضي، وإحراز قوات المعارضة 12 تقدما في محافظتي إدلب وحماه، بشمال سوريا، منذ مطلع الشهر الحالي»، وفق ما تقول مصادر المعارضة في الشمال لـ«الشرق الأوسط». وقد عزز المقاتلون من قدراتهم بعد «وصول أسلحة إليهم»، بحسب رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى جانب «اتباع تكتيكات جديدة، وخطط عسكرية لنسف المواقع الكبيرة التي تتمركز فيها القوات الحكومية، وربط محافظة إدلب بشمال محافظة حماه».
وسجل الأسبوعان الأخيران عمليات نوعية لمقاتلي المعارضة، تبنت «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة بعضها، فيما تبنت «الجبهة الإسلامية»، وهي كبرى تشكيلات العسكرية المعارضة السورية، البعض الآخر. وجاءت تلك العمليات المتمثلة بتفجير الأنفاق في إدلب وحلب، واستهداف الحواجز ونقاط التجمع النظامية بعبوات ناسفة في حماه، استكمالا لهجمات شنها مقاتلة «حركة حزم» المعارضة، بعد امتلاكها صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع.
وأكد «الائتلاف الوطني السوري»، في بيان أصدره أمس، أن المعارضة استطاعت التقدم في ست نقاط بمحافظة إدلب، وست نقاط عسكرية أخرى في محافظة حماه، خلال 15 يوما بدءا من مطلع الشهر الحالي. كما سيطرت على أربع نقاط عسكرية في ريف اللاذقية، وثلاث نقاط عسكرية في حلب التي تشهد اشتباكات واسعة، وتتعرض لقصف عنيف من القوات الحكومية.
وصعدت قوات المعارضة السورية، منذ يومين، من هجماتها النوعية، تمثلت بتفجير معسكر وادي الضيف، وتفجير حاجز في منطقة خان شيخون، في ريف إدلب، غداة تحقيق المعارضة تقدما بريف حماه الشمالي، وجنوب إدلب. وحسب عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التصعيد «يهدف إلى السيطرة على مواقع النظام في إدلب وريفها، وتحديدا في محيط مدينة معرة النعمان، لتصل مواقع نفوذها في شمال حماه»، مؤكدا أن هذه المساحة الواسعة التي يحتفظ بها النظام بسيطرة ميدانية «تشهد عمليات عسكرية وسط تراجع للنظام الذي يعاني حاجة للعديد والقوة البشرية».
ووفقا لعبد الرحمن فإن قوات النظام «تفقد السيطرة الميدانية من ريف حماه الشمالي وصولا إلى حلب شرقا، وريف اللاذقية غربا حيث لم يتمكن من استعادة سيطرته على مدينة كسب ومعبرها والتلال المحيطة بها»، وأرجع هذا التقدم إلى «وصول الأسلحة إلى المعارضة في الشمال»، من غير تحديد ما إذا كان مصدرها داخليا أم خارجيا، كما إلى «التوحد في القتال والخطط العسكرية النوعية في المنطقة».
وتحكم القوات الحكومية سيطرتها على معرة النعمان والمناطق الواقعة بين جنوب إدلب وشمال حماه، عبر ثلاثة مواقع عسكرية كبيرة، كان معسكر وادي الضيف أحدها، وقد تعرض أول من أمس لهجوم ضخم بتفجير نفق أسفله، أدى إلى إزالته من موقعه، وذلك بعد أسبوع من هجوم تعرض له مركز للقوات الحكومية قرب المعسكر، أسفر عن مقتل 30 جنديا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويعد المعسكر واحدا من ثلاثة مواقع عسكرية مرتفعة تسيطر عليها القوات الحكومية، في المنطقة الواقعة بين محافظتي إدلب وحماه، بينها قاعدة الحميدية التي تتعرض لهجمات من المعارضة، وتشرف على الطريق الذي يصل اللاذقية بإدلب ومنها إلى حلب. وتتمركز في معسكر وادي الضيف، بحسب مصادر المعارضة بإدلب، «مرابض مدفعية وراجمات صواريخ يصل مداها إلى 30 كيلومترا، قصفت في السابق مدينة معرة النعمان في إدلب، ولاحقت المعارضين في ريف حماه الشمالي، كما وفرت حماية وتغطية نارية للحواجز المنتشرة في إدلب وحماه».
ومن شأن نسف المعسكر أن يساعد مقاتلي المعارضة على اقتحام القاعدة التي تستخدم لشن هجمات على المناطق المحيطة في محافظة إدلب، بحسب قائد ميداني تابع لـ«الجبهة الإسلامية»، موضحا أنه «لو حدث هجوم آخر كهذا، فلن نكون في حاجة إلى التحرك للسيطرة على القاعدة». وفور سيطرة مقاتلي المعارضة على القاعدة، «سيحكمون سيطرتهم على كل جنوب إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا قرب الحدود التركية»، كما قال القائد الميداني.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للمعسكر في كونه آخر نقطة اتصال عسكري شمال منطقة حماه على حدود محافظة إدلب. ويقول ناشطون معارضون إن حماه تعد أحد أهم المراكز العسكرية للنظام ونقطة الإمداد العسكري لمختلف المناطق السورية. ويؤكد هؤلاء أن وادي الضيف هي نقطة الحماية من الخلف لوجود القوات النظامية في حماه، وقادرة على صد هجمات المعارضة إذا حاولت التقدم من الشمال إلى المناطق الوسطى. وقد حققت المعارضة تقدما في حماه، في المناطق المحيطة بمدينة مورك. ويوفر وصل المناطق في إدلب وحماه ببضعها، طريق إمداد مهم بالنسبة للمعارضة السورية، ويساعد على قطع إمدادات القوات الحكومية بين حلب والساحل، ما يمكن المعارضة من إحراز تقدم في حلب.