دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي “كمال قلجدار أوغلو”، الحكومة التركية إلى إجراء استفتاء على منح السوريين الجنسية التركية، في حين أكد رئيس حزب الحركة القومية التركي “دولت بهتشيلي”، ضرورة تحلّي الشعب التركي بما تقتضيه أعراف الجيرة.
وانتقد قلجدار أوغلو، في كلمة له بالبرلمان التركي، تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، بخصوص منح الجنسية للسوريين وإسكانهم في مباني إدارة التنمية السكنية في تركيا (توكي)، داعيًا إلى استخدام مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية لإعادة إنشاء منازل السوريين في بلادهم ليعودوا إليها مجددا.
وقال قلجدار أوغلو إنه في حال أعيد بناء منازل السوريين المتضررة من الحرب، فإنهم سيعودون إلى بلادهم طوعًا، وطالب المواطنين الأتراك إلى عدم الغضب تجاه السوريين وإنما الغضب على الحكومة التركية التي جاءت بهم إلى تركيا، حسب تعبيره.
بدوره، رفض زعيم حزب الحركة القومية التركية المعارض، دولت بهتشيلي، توجه الحكومة لمنح الجنسية للاجئين السوريين من ذوي الكفاءات، مؤكداً أن الجنسية التركية ليست “صفة تُمنح وفقاً لأهواء رئيس الجمهورية أو مكرمة منه”.
واعتبر بهتشيلي أن قضية منح الجنسية للسوريين، جاءت بدافع سياسي ولكسب أصواتهم في الانتخابات المقبلة بعد تجنيسهم، حسب رأيه، واصفاً تلك الخطوة بـ” اللامسؤولة”، حسبما أوردت وكالة الأناضول التركية للأنباء.
ورغم معارضته منح الجنسية، أكد بهتشيلي ضرورة تقاسم الخبز مع اللاجئين الذين فروا من بلادهم بسبب ظروف الحرب فيها، وأن يفتح الأهالي لهم قلوبهم وفقاً لكرم الضيافة التركية، وعمل كل ما تقتضيه أعراف الجيرة، وتقديم المساعدة الإنسانية لهم.
وأشار بهتشيلي أن تداعيات المشاكل المتعلقة باندماج اللاجئين السوريين في المجتمع، فضلا عما تفرزه من مشاكل أمنية، تُهدد “السلم الاجتماعي” في البلاد.
وأضاف بهتشيلي أن الجنسية التركية لها مكانة معتبرة، ولا يحق لأي رجل دولة أو سياسي أن يقلل من شأنها، مؤكداً أن منح الجنسية لملايين السوريين كمكرمة، يمثل تهديدا لمستقبل الأمة التركية وهويتها.
يأتي ذلك عقب إعلان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، مطلع الشهر الجاري إلى وجود سوريين يرغبون بالحصول على الجنسية التركية، مبينًّا أن وزارة الداخلية اتخذت خطوات من شأنها تسهيل ذلك، وقال “سنعمل على إتاحة إمكانية حصولهم على الجنسية، من خلال مكتب أسسته وزارة الداخلية لهذا الغرض”.
في سياق متصل، قال الناطق باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، في مؤتمر صحفي، إنّ وزارة الداخلية لا تزال تعمل على بلورة تفاصيل منح الجنسية التركية للسوريين المقيمين في تركيا “من ذوي الكفاءات”، موضحًا أن وزارة الداخلية التركية، تجري دراسة دقيقة حول الشروط الواجب توفرها لدى السوريين الذين سيتم منحهم الجنسية.
وأشار “قورتولموش”، أنّ الداخلية التركية تجري دراسة معمقة حول كيفية منح الجنسية التركية لذوي الكفاءات من السوريين، ومدى الفائدة التي ستجنيها البلاد منهم، إضافة إلى انتقاء الذين لم يتورطوا بالإرهاب، لافتاً إلى عدم وجود قرار نهائي متخذ حتّى الآن، في هذا الشأن.
ترك برس
المعارضة التركية تنتقد الحكومة وتدعو لاجراء استفتاء على تجنيس السوريين
المقالات ذات الصلة
