دمشق – «القدس العربي» : لا يبدو أن النزاع بين رامي مخلوف والنظام السوري سينتهي فصولاً في وقت قريب وفق المؤشرات والتطورات المتسارعة، خاصة بعد أن رفض مخلوف الانصياع للأسد وزوجته أسماء الأخرس الذي يعتقد خبراء بأنه وراء تلك الخلافات التي لم يكن من المعهود ظهورها إلى العلن.
المعارض السوري أيمن عبد النور الذي كان يعرف سابقاً بأنه يعرف معلومات دقيقة من داخل النظام السوري والمتواجد في الولايات المتحدة ، رأى جديد رامي مخلوف في الخلاف المحتدم مع النظام السوري، هو التلميح بـ «رب العالمين والاقتصاص من الأشرار»، وهو ما يوحي بالقصاص بمن يلحق الظلم بمؤسسات أو أملاك مخلوف، وهنا على وجه التحديد «سيريتيل» للاتصالات، وصولاً للتجاوزات غير القانوينة حول هذه القضية، ورأى المصدر، أن مخلوف محق في هذه الحالة، معللاً ذلك بأن الاجراءات التي تتخذها الهيئة العامة الناظمة للاتصالات هي «غير قانونية».
موسكو تتعامل مع مخلوف حالياً كما تعاملت مع الشرع «ليبقى مع أسراره داخل سوريا»
ووجه المصدر، تحدياً للنظام السوري، بنشر نص الرسالة التي تم الاستناد عليها في تغريمه هذا المبلغ المقدر بـ 130 مليار ليرة سورية، وكذلك نشر نص العقد بين الجانبين، لأنهم أصلاً لا يستطيعون نشر ذلك، كونه مليئاً بالمخالفات التي ابتدأت بالقانون رقم 9 لعام 2009، الذي أصدره بشار الأسد آنذاك حول تشكيل الهيئة العامة الناظمة للاتصالات، وجعلها تخضع لقوانين خاصة بها، بعيدة كل البعد عن قوانين الدولة بالكامل، والتعديات التي يقوم بها على شركة مساهمة، فيها مساهمون عرب «سيريتيل».
لذلك قانونيا لا يحق للأسد له ما فعله، وبالنتيجة توقع عبد النور، وجود رد «بسيط» من قبل رامي مخلوف في حال عدم الاتفاق بين الجانبين، وهذا الرد سيكون ضمن خانة «العينات»، كي لا يكشف مخلوف كل أوراقه، واعتقد المصدر، أن رامي بدأ منذ زمن بعيد «منذ طرد أخيه حافظ مخلوف من جهاز الأمن وإبعاده خارج سوريا» بتجميع الأوراق، حيث بدأ آل مخلوف الشعور بالريبة منذ ذلك الوقت حول إمكانية أن يكون «كبش فداء» في مرحلة ما، لذلك ربما يكون مخلوف قد قام بعملية الاحتفاظ بتسجيلات ووثائق وربما صور لجلسات، يظهرها تباعاً وفق المتطلبات.
ولفت المعارض السوري «أيمن عبد النور» خلال تصريحات أدلى بها لـ «القدس العربي»، إلى أن كل ما يصدره رامي مخلوف اليوم، يصدره وهو مقيم في العاصمة السورية- دمشق، بمعنى أنه يستند إلى أمرين، أولهما، الحماية الروسية، وعدم التعرض له كشخص، لذلك كانت الشرطة الروسية مرافقة لشرطة النظام السوري خلال عمليات المداهمة، حتى لا يتم تجاوز سقف معين. وأضاف عبد النور بأن روسيا تعامل مخلوف حالياً كما تعاملت مع وزير الخارجية السابق فاروق الشرع ليبقى بأسراره ومعلوماته داخل سوريا.
ثانياً، الأملاك الموجودة خارج سوريا – وهي الجزء الأكبر من الأموال والاستثمارات موزعة باسماء كثيرة، وهذه الأموال تشكل حماية له، وسيمتنع أصحابها في حال التعرض لمخلوف من تسليم تلك الأموال لبشار الأسد أو لأسماء الأخرس.
كما لم يستبعد المتحدث، أن يقوم رامي مخلوف بعملية التصعيد ضد إحدى الشخصيات التابعة لبشار الأسد، بهدف إظهار أحد النماذج حول كيف تتداعى حجارة الدومينو، في حين تتواجد عوامل أخرى مهمة، فماهر وبشرى شقيقا بشار الأسد، يريدان أيضا نسبتهما من الإرث، خاصة بشرى المتواجدة في الإمارات العربية المتحدة، ومن الواضح عدم امتلاكها ما يكفي من المال في دبي.
نقلا عن القدس العربي