المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 28/12/2014
تشير تقارير منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية إلى أن عدد النازحين السوريين منذ اندلاع الثورة وصل أكثر من 330 ألف سوري٬ ذهب أغلبهم إلى عدد من دول الجوار (تركيا٬ لبنان٬ الأردن٬ مصر)٬ ويتوقع المراقبون أن يصل العدد إلى 700 ألف بحلول آخر العام الحالي، وذكر”عبد الكريم ريحاوي” رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن ما يجري في سوريا الآن مروع٬ مؤكًدا أن من صاغ القانون الدولي الإنساني٬ ومن صاغ الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان بحاجة لإعادة النظر بمفرداته بعد قراءته للتجربة السورية٬ وما يجري حقيقة من قبل “النظام السوري” على الأرض هي انتهاكات مروعة تجري بطريقة منهجية ومدروسة لإفراغ المدن من السكان ولترويع السكان ولتهجيرهم٬ وللانتقام والتشفي من المدن الثائرة في محاولة يائسة من هذا النظام لإخضاع الثورة السورية ولإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الخامس عشر من مارس.
وهناك ما يزيد عن ثلاثة ملايين ونصف مهجر داخليًا في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة نظًرا للأوضاع الاقتصادية المتردية وللأوضاع الأمنية المتردية أيًضا٬ وحاليًا لا يوجد منطقة آمنة في سوريا، وما يجري بالتأكيد جرائم حرب٬ وجرائم ضد الإنسانية٬ نحن أمام حالة فريدة من نوعها٬ عادة ما ترتكب هذه الجرائم خلال صراعات بين دول٬ ولكن هذه المرة الأولى التي نشهد فيها حكومة تعلن الحرب على شعبها بهذه الطريقة٬ فالنظام أعلن الحرب على شعبه وإزهاق أرواحهم على مدار الساعة.
“سامي” أحد النازحين من بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي حيث قال: لقد هربنا من القصف اليومي الذي نتعرض له من مروحيات هذا “النظام” الذي لم يترك حرمة لأحد، لقد هربت أنا وعائلتي إلى هذا الجبل بريف إدلب الجنوبي، لقد هربنا تاركين خلفنا بيتنا الملئ بالفرش والأثاث لمنزلي، وأرضنا التي هي مصدر رزقنا لنقيم بأحد الكهوف القديمة، التي سببت أمراضاً متعددة لطفالنا نتيجة الرطوبة الزائدة، وليس لدينىا أي مصدر رزق، والمنظمات الإغاثية لا تدري بوجودنا، لاكننا نفضل هذا المكان على البراميل التي تلقيها علينا مروحيات النظام.
إن الشعب السوري صار مخيّراً بين أمرين أحلاهما مر، فإما أن يفروا بجلودهم ويهيموا في مخيمات النزوح واللجوء داخل وخارج بلادهم، فيتعرضون لأوضاع مأساوية في خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، وإما أن يستسلموا وخاصة الفقراء والمرضى منهم لمصيرهم المحتوم، فيظلون تحت رحمة الأسلحة الفتاكة التي تواصل “قوات النظام” استخدامها لقصف المدنيين وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وإن الكثيرين يفضلون البقاء والموت تحت حطام منازلهم على الفرار والتشرد.
أما موقف المجتمع الدولي من قضية اللاجئين، فتشير التقارير الواردة بهذا الخصوص إلى عدم وجود أي رؤية من قبل المجتمع الدولي لاتخاذ قرار سواء لإنشاء مناطق آمنة داخل سوريا أم لفرض مناطق حظر جوي٬ ولا تستطيع أي دولة اتخاذ هذا القرار دون ضوء أخضر من الإدارة الأميركية٬ ومن ثم رغم كل ما يقال عن إمكانية إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا٬ وعلى الرغم من ترديد هذا الحديث من قبل بعض القيادات التركية٬ فإن الولايات المتحدة لم تتخذ قراراً بهذا الخصوص.