منذ بدء الهجمة الشرسة التي قامت بها قوات الأسد وطائراته على المناطق المحررة وايقاعها عشرات الشهداء والجرحى، وعدم تواجد مكان لعلاج المصابين، كان لابد من انشاء بعض المشافي في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، لإسعاف المصابين جراء القصف المتكرر على المناطق الآمنة، وعلاج الأمراض التي تلم بالمواطنين، لعدم قدرتهم على الذهاب إلى مشافي النظام.
ويروي أبو محمد أحد العاملين في مشفى أورينت الإنساني في ريف إدلب عن سبب إنشاء هذه المشافي قائلاً:” إن القصفي الوحشي الذي تمارسه طائرات النظام وصواريخه على المناطق المحررة، دفعنا إلى انشاء هذه المشافي لعلاج المتضررين جراء القصف، وتقديم الخدمات الطبية الممكنة للمواطنين المرضى، بعد خروج أكثر من 75% من المشافي في عموم سوريا عن العمل، وتدمير 60% من معامل الأدوية جراء الحرب”.
لكن حقد النظام على المناطق الخارجة عن سيطرة قواته، ورغبة منه في قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء، دفعه إلى جعل هذه المشافي الهدف الأول لقصف طائراته الحربية وبراميل حقده، حيث تتعرض المشافي الميدانية لقصف يومي، ما سبب خروج أكثر من 50 مشفى في ريف إدلب عن العمل إما بشكل كلي أو بشكل جزئي نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بها.
وأفاد لنا خالد أحد الأطباء العاملين في مشافي ريف إدلب عن الضغوط الكبيرة التي تلم بهذه المشافي حيث يقول:” قتلت براميل الموت العشرات من الطواقم الطبية التي تعمل في المشافي لمساعدة الناس، وتدمير العديد من المشافي، ما دفعنا إلى نقل المعدات إلى الطواقم الأرضية، وجعلها مكان لإسعاف المصابين، وإنشاء مشافي تحت الأرض لحمايتها من القصف المتكرر على المشافي”.
وتعاني المشافي الميدانية من نقص كبير في المعدات الطبية والكوادر العاملة، ما يدفع ادارة المشافي إلى قبول من يملك بعض الخبرة في الإسعافات الأولية، وتقديم بعض التدريبات اللازمة ليكون قادراً على التعامل مع جميع أنواع الإصابات، لتلافي النقص الكبير في الأطباء والممرضين، بسبب الهجرة الكبيرة للأطباء خارج البلاد، وتقدم هذه المشافي جميع أنواع العلاج المتاح لديها.
ويروي أبو حسان مدير أحد المشافي العاملة في ريف إدلب عن بعض النقص الذي تحتاجه المشافي قائلاً:” تعاني جميع المشافي من نقص في المعدات القادرة على القيام بالأعمال الجراحية المعقدة، وأجهزة التصوير لمعرفة مكان الكسور ومعالجتها، وإذا ما تم تأمينها فإن نقص الكوادر القادرة على التعامل معها سيسبب مشاكل كبيرة في معالجة المصابين، ما يدفعنا إلى ارسال المصابين إلى المشافي الحدودية أو حتى في بعض الحالات إلى داخل الأراضي التركية لتلقي العلاج، ونحتاج إلى بعض الأدوية ضد بعض الأمراض المزمنة، لتأمينها للمواطن، وخاصة جرعات ضد مرض السرطان والسكري”.
كما تشهد عملية توسيع انتشار المشافي الميدانية اقبالاً كبيراً من قبل بعض المنظمات، رغم القصف الكبير الذي تتعرض له، لتغطية أكبر عدد من المناطق التي تشهد قصفاً، لمساندة المصابين في عموم المناطق المحررة في سوريا.
تحولت المشافي الميدانية إلى الأمل الوحيد للسوريين، لإنقاذهم من إجرام الأسد وحلفائه، الذين يسفكون الدم السوري، ويدمرون المناطق الآمنة ويقتلون الأبرياء بدم بارد.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي