السوريون هربوا من عنف بشار وأعوانه الروس ومواليه الإيرانيين الذين حولوا الأراضي السورية التي كانت رمز حضارة عظيمة شهدت لها البشرية من أرض المحبة والسلام إلى أرض الحديد والنار والموت والدمار
مع تصعيد الصراع وصمت الدول الأوربية عن مجازر يندى لها الجبين، لم تعد الحياة بالأمر السهل على أرض تشرب يومياً دماء الأبرياء وتشهد معارك وقصفا لا مثيل له على مر التاريخ بأكمله.
فقط في سوريا تآمرت الدول وصمت الجميع وحملت أجساد الأطفال على الأعناق قبل أن تبصر عيونهم النور من ظلمة بطون أمهاتهم إلى ظلمة قبور كانت محضرة لهم من نظام حكم عليهم بالموت قبل الحياة.
غير أن المستشارة الألمانية “أنغيلا مركل” أيضاً حمّلت بشار الأسد رغم أنها من دول أوربية عظمى مسؤولة معاناة السوريون وقالت “إنه لن يكون حليفاَ لبلادها موضحة أنه قصف شعبه بشكل مروع للغاية مستخدماَ البراميل المتفجرة، وأضافت أن معظم اللاجئين السوريين القادمين إلى ألمانيا، هربوا من عنف الأسد وليس من تنظيم الدولة”.. بالطبع كلامها لم يكن رأيا عابرا، وإنما هو موقف تأكده ممارسات على أرض سوريا ويترجم إلى سياسة، وسيكون أول مؤشراته رفض تعامل ألمانيا ودول أوربية أخرى مع النظام السوري وهذا سينعكس بدوره على العلاقات الأوربية مع أطراف أخرى، منها روسيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تحتاج المحرقة السورية إلى إثبات؟!
بالطبع لا تحتاج المحرقة السورية إلى إثبات ولا مسؤولية نظام الأسد عنها إلى دليل، فمشاهدها المروعة تملؤ الشاشات وتستصرخ ضمير العالم دون جدوى، غير أن المستشارة الألمانية تعمدت التأكيد على ذلك أمام ضيفها أخيرا الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”
هذه المسلمات يعززها على مدار الساعة هدم المستشفيات على رؤوس مرضاها، والمدارس على أبنائها والبيوت على ساكنيها
لكنها قد تكتسي قوة أكبر عندما ينطق بها لسان أعلى مسؤول في واحدة من أهم بلدان أوربا
نظام بشار المسؤول أصلاً عن ممارسته إرهاب الدولة المنظم ضد شعبه مدعوماَ بقوىً خارجية همها الأول مصالحها المشتركة في وطن بات كقالب الحلوى يجذب كل طامع بعد عرضه من قبل نظام لا يرحم ليكون مرمى للاستهداف.
ومع تفوق أخلاقي أكبر ل “أنغيلا ميركل” وفي رصيد بلادها مواقف سياسية متقدمة نسبياً باستقبالها ملايين السوريين تتفوق على القوى العظمى عالميا، فما يزال ترامب يكرر مواقفه المعادية لهم وللمهاجرين عموماً.
حديث السيدة “ميركل” بعد كل إسهامها وقيادتها الأخلاقية واستقبالها مئات الألوف، بينما الكل كان يتردد لا تعبر فقط عن موقف ألماني وإنساني وإنما تعبر أيضاً عن نظرة أوربية حيال المسألة السورية.. هي بمثابة صرخة كونها تعلم من خلال استجواب اللاجئين ومن خلال ما يصلها من تقارير أن الإرهاب الدولي المنظم في سوريا هو ما دفعهم للتهجير، والنزوح واللجوء.
ويبقى السؤال المحير للجميع.. هل سيتم محاربة ذلك النظام المجرم وتوجيه له ضربات تمنعه من استمرار العنف تجاه شعبه؟
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد