خمس سنوات من الثورة والمرأة السورية تعاني وتتحمل أشياء تفوق طاقتها، فلم تخلف الحرب سوى الدمار والألم والخوف، كما أنها عانت مرارة الألم ووجدت نفسها تائهة وضائعة ومسؤولة عن أطفالها الأيتام، بدون عمل وبدون دخل، فالحرب أخذت منها زوجها ومعيلها، وربما قد تكون فاقدة للأخ والأب والمنزل وللأهل،
كل هذه الأسباب دفعتها إلى بناء حياة جديدة بحيث تكون هي المعيل لأولادها أي{ تكون أب وأم بنفس الوقت }، وتعمل لتأمين وتقديم متطلبات أولادها الذين لا معيل لهم سوى أمهم التي باتت أملهم الوحيد في العيش.
تقول السيدة أسماء من ريف حماه:” اعتقلت قوات النظام زوجي منذ أكثر من سنتين وإلى الآن لم أستطع أن أصل إليه أو أن أعرف مكان وجوده في أي فرع أمني، كان يذهب للعمل ويقوم بواجبه على أكمل وجه ويقدم لنا المصروف والنفقات إلى أن اعتقل، فلم أجد بعده من معيل لي ولأولادي فاضطررت لأن أبحث عن عمل،
والآن أعمل في الخياطة”.
وأضافت:” لدي ابنتان عمر أكبرهما 10 سنوات، لو أن زوجي موجود الآن لساندني في تربيتهما وتأمين حياة كريمة لهما”.
أما عن معاناة السيدة خديجة من ريف حلب الشمالي تقول:”تركت بيتي هربا من القصف الذي طالنا من قبل قوات النظام ،
والآن أسكن في هذا المخيم، أعاني الكثير من الألم والحرمان والفقد،
فزوجي استشهد في حلب وأنا أمكث هنا منذ 3 سنوات، وطوال نزوحي إلى هذا المخيم وأنا أعمل ليلا نهارا لتأمين القليل من متطلبات أولادي”.
وأضافت :” لدي ثلاث أولاد لا يتجاوز عمر الكبير 12 سنة وهو يساعدني في العمل لتأمين حاجاتنا”.
ثم أشارت إلى ولدها الصغير البالغ من العمر 7سنوات قائلة:” حتى ولدي الصغير يريد أن يترك مدرسته ويذهب للعمل معي لأن كل ما أجنيه أنا وولدي الكبير لا يكفينا إلا لأيام معدودة، غير أن العمل ليس متوفرا”.
هذا ما تعانيه المرأة السورية من ألم ومشقة وتعب، فلم تكفيها أعباء الأسرة وتربية الأولاد لتضاف إليها أعباء البحث عن عمل لتعيش وعائلتها بكرامة، غير أن دول العالم أجمع و قنوات الإعلام احتفلوا ليلة أمس باليوم العالمي للمرأة وفي الوقت ذاته الذي تعاني به نساء سوريا كل يوم من التشرد والتعب وما خلفته هذه الحرب التي طال مدها.
إبراهيم الحاج أحمد / المركز الصحفي السوري.