مع استمرار المعارك الدائرة في البلاد، تفرض على العملية التربوية في سوريا عامة والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة خاصة، أزمات عدة تعرقل العملية التعليمية بشكل كبير الى حد ايقافها في بعض المناطق.
بعض المدارس دمرت بشكل كامل بفعل القصف الجوي والمدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام والطيران الروسي مؤخرا، والبعض الأخر امتلأت بالنازحين من المناطق الساخنة ما منع الطلاب من متابعة تعليمهم واجبرهم على المكوث في المنازل.
وكانت منظمة اليونيسف قد حذرت من تدهور التعليم في سوريا، اذ أجبر الملايين من الأطفال على التوقف عن التعليم بسبب الحرب التي دمرت مدارسهم، واضطرار عدد كبير من الأسر الى مغادرة البلاد.
وتشهد المدارس في مناطق سيطرة المعارضة نقصا شديدا في الكادر التعليمي، فقد توقف عدد كبير من المدرسين عن التدريس بسبب توقف رواتبهم وتضاؤل قيمتها مع انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، ليصبح متوسط ما يتقاضاه المدرس ما بين 75 الى 100 دولار في أحسن الأحوال، هذا بالإضافة الى ان بعض المدارس التي دمرت جزئيا، جراء القصف لا تجري عليها عمليات صيانة بحيث تتوفر فيها الشروط الملائمة لاستمرار العملية التعليمية.
المدرس أبو “مصطفى” يعمل مديرا لإحدى المدارس بريف ادلب حدثنا عن وضع مدرسته بالقول: “لقد تعرضت المدرسة لعدة غارات جوية، والعديد من قذائف المدفعية والصواريخ ما أدى لدمار في بعض مرافق البناء، فقمنا نحن إدارة المدرسة وبما يتوفر لدينا من امكانيات مادية تعود للمدرسة سواء من الاقتصاد المدرسي أو الناتج الزراعي بترميم البناء، على قدر الإمكانيات المتاحة وخاصة أنه لا يوجد أية جهة تدعم هكذا اصلاحات سواء من النظام أو جهات أخرى.
ويضيف أبو “مصطفى” العام الماضي كانت المدرسة تضم ما يقارب 40 مدرسا أما هذا العام فهم لا يتجاوزا 10″.
ولعل المشاكل لا تقتصر على المدارس فحسب، فهناك تخوف من الآباء في إرسال أولادهم إلى المدارس لما يترتب عليهم من خطورة وخاصة أن المدارس بحد ذاتها اهدافا لطيران النظام، والبعض الأخر عمدوا الى تشغيل أبنائهم علهم يستطيعوا مساعدتهم في تلبية احتياجاتهم المعيشية.
السيد “أحمد” يبدي لنا حيرته في أمره: ” لقد وقعت في حيرة بين أمرين الأول يجب أن يستمروا أطفالي بالذهاب الى المدرسة واكمال تعليمهم، والثاني خوفي عليهم من القصف، لكنني آثرت الخيار الأول”.
بين قصف المدارس وهجرة المدرسين وتوقف البعض عن التدريس يبقى مستقبل جيل كامل مهدد بالضياع.
المركز الصحفي السوري ـ محمد الصباح