أشارت صحيفة الجزيرة السعودية إلى أنّ من يتابع موجات وسير القتال على الساحة السورية يكتشف أنّ هناك تدخلاً في توجيه سير المعارك، فما أن تتقدّم قوات المعارضة وتوشك على إنهاء حكم الأسد حتى يتبدّل الموقف وتبدأ قوات المعارضة بالتراجع، وتبدأ قوات النظام باسترجاع المواقع التي فقدتها، ويتم ذلك عبر تمكين نظام الأسد من الاستعانة بالمليشيات الطائفية على شاكلة الحرس الثوري الإيراني وقوات “حزب الله”، والسماح بتدفق الأسلحة القتالية من الأسلحة الثقيلة والمدمرة كالصواريخ والطائرات المقاتلة المرسلة من إيران وروسيا، وبهذه الأسلحة ومشاركة عشرات الآلاف من المقاتلين يستردّ نظام الأسد عشرات المواقع والمدن التي فقدها، كالذي يحصل الآن في جبال القلمون، وقبل ذلك في حمص والقصير، وقبل أن يهنأ حلفاء الأسد بإقامة الحفلات كما حصل من أنصاره في لبنان، ينتفض الثوار ويكيلون لنظام الأسد الضربات، بل يبادرون إلى فتح جبهات قتالية جديدة مسجّلين انتصارات تهدّد بقاء الأسد كما يحصل الآن في جبهة الساحل السوري. وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت أنّ موجات القتال هذه التي تتخذ أسلوب الكرّ والفرّ توقع عشرات الآلاف من القتلى وتدمّر العديد من المدن وتهدم المنازل وتنال من البنية الأساسية للبلد، وكأنّ المقصود تدمير سورية وحرمانها من شبابها ورجالها والقضاء على التنمية فيها، لافتةً إلى أنّ المأساة أن آلة القتل حصدت النسب الكبرى من أصحاب الكفاءات المهنية والعلمية، فضلاً عن عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات وأكثر من ثلث القتلى من الأطفال، ويعني ذلك تدمير البنية الأساسية للشعب السوري لتصبح سورية مدمرة دمغرافياً وتنموياً، أي القضاء على هذا البلد شعباً وأرضاً، ومع هذا يعمل أعداء سورية على دعم ترشيح بشار الأسد لإعادة انتخابه حتى يتم القضاء على البقية الباقية من سوريا وأهلها