بمزيد من الرضا والتسليم ، يمارس نظام الأسد الصمت ، تجاه ما تتعرض له الليرة السورية من انهيار متسارع ، وصلت معه يوم أمس إلى أدنى سعر لها في تاريخها ، عندما سجلت رقما قياسيا أمام الدولار ، بلغ 720 ليرة .
ويتوقع الكثير من المحللين الاقتصاديين ، أن تواصل الليرة السورية سلسلة انهياراتها ، وبرضى من النظام كذلك ، إلى أن تصل إلى 900 مقابل الدولار ، قبل نهاية العام الحالي ، وذلك وفق خطة ، كان قد أعدها النظام مطلع العام الجاري ، وذلك بحسب ما كشفت الكثير من المصادر الإعلامية .. التي اعتبرت أن هذا الانخفاض مدروس ومبرمج من قبل النظام ذاته .
الكثيرون قد يتساءلون ، وما الذي يستفيده النظام من انخفاض سعر صرف الليرة .. ألا يؤثر ذلك على ارتفاع الأسعار وجنونها في الأسواق وبالتالي هو من يدفع الثمن ..؟
الجواب ، أن من يدفع ثمن انهيار سعر صرف الليرة ، هو الشعب السوري فقط ، أما النظام فهو المستفيد الأكبر ، وخصوصا أنه أعلن أكثر من مرة أنه لا ينوي زيادة الرواتب ، ما يعني أن ذلك سوف يصب في صالحه تماما ، وما يملكه من دولارات ، كانت تكفي لإذلال الشعب السوري لمدة ستة أشهر ، أصبحت الآن تكفي لإذلاله لأكثر من سنة …
بكل تأكيد أن المرحلة القادمة سوف تكون صعبة كثيرا على الشعب السوري ، إذ تشير الأخبار إلى أن الأسعار ارتفعت خلال الأيام الماضية ، بأكثر من عشرين بالمئة ، وهي مرشحة للارتفاع أكثر كلما واصلت الليرة الانهيار ..
وهذا أيضا ، يستفيد منه التجار ورجال الأعمال المرتبطين بالنظام ، ويمولونه ، إذ أن ذلك سوف يزيد من ارباحهم ، وسوف يزيد من حالات فقدان الأمن في المجتمع ، بسبب توقع ارتفاع مستوى الجريمة والخطر ، جراء الفقر والعوز ، الأمر الذي سوف يدفع الشعب للركوع أكثر ، وطلب النجدة من النظام .. لأن المفاضلة هنا سنكون لصالح على البقاء على قيد الحياة ، بأدنى الشروط الإنسانية .
لا شك أن ذلك يدعونا للتفكير أكثر بضرورة المحافظة على أهلنا في الداخل ، ومدهم بكل سبل الحياة والعيش ، مع أن النظام ينتظر مثل هذه الخطوة ، أو أنه يسعى إليها بكل السبل ، لأن هذه الأموال سوف تصب في النهاية في خزائنه ، وتمول آلة بطشه .. وهو أمر اعترف به بشار الأسد في لقائه الأخير مع الإعلام المحلي ، عندما قال إن نظامه كان يعتاش على دولارات المساعدات التي كانت تأتي إلى مناطق المعارضة ، وعندما عادت هذه المناطق إلى سيطرته ، فقد هذا الأخير ، أحد أبرز مصادر تمويله ..
لذلك ، نحن أمام نظام يلعب بالبيضة والحجر ، وهو لا يهتم لأمر شعبه وبلده ، ولا يعنيه سوى البقاء في السلطة وعلى كرسي الحكم .. ونحن من جهتنا يجب أن يزيد ذلك من إصرارنا على إسقاطه ، حتى لو لجأنا في البداية إلى الحلول الترقيعية ، التي تبقي أهلنا على قيد العزة والكرامة ، لكن ذلك يجب أن لا يثنينا عن الهدف الأكبر لثورة ، وهو إزالة هذا النظام بكافة رموزه وأشخاصه وأوساخه
المصدر وكالة قاسيون