فوجئ طلاب سوريون هذا العام بوصول الحد الأدنى للقبول في قسم اللغة الروسية في كلية الآداب في جامعة دمشق إلى 92.5 بالمائة من مجموع درجات الامتحان النهائي للثانوية العامة، أي الحصول على 2221 علامة من 2400، بعد عامين على افتتاح قسم اللغة الروسية في الجامعة.
ويتخطى حد درجات القبول في قسم اللغة الروسية تلك المطلوبة في كافة اللغات الأجنبية الأخرى كالإنكليزية والفرنسية والألمانية، في جامعة دمشق وسائر الجامعات الأخرى، وهي تماثل درجات القبول في كليات الهندسة.
ويعكس هذا الإقبال الكثيف للطلاب في مناطق النظام على تعلم اللغة الروسية، رؤيتهم لمستقبل بلادهم في الفضاء الروسي.
ويقول الأستاذ الجامعي المتقاعد كامل إسكندر: “يعتمد تحديد درجة القبول الدنيا لجميع الكليات على نظام التفاضل، أي يقوم الطلاب بتسجيل رغباتهم وتجري المفاضلة بينهم وفقاً لمجموع درجاتهم وعدد المقاعد المتوفرة في كل قسم، وفي سورية من المعتاد أن تكون الحدود العليا لدرجات القبول من نصيب كليات الطب والهندسة”.
وتماشياً مع الدعم العسكري الذي يقدمه الروس للنظام السوري، يعمل الأخير بأشكال شتى على نشر الثقافة الروسية وترسيخها في المجتمع السوري، كتعليم اللغة الروسية في المراحل الابتدائية والإعدادية في المدارس، وإيفاد طلاب الدراسات العليا للدراسة في الجامعات الروسية، ما يعتبره بعضهم أنه غزو ثقافي روسي.
وكانت وزارة التعليم العالي التابعة لحكومة النظام افتتحت قسم اللغة الروسية في كلية الآداب بجامعة دمشق عام 2014، معللة قرارها بالسعي لتعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين روسيا وسورية. وحظي هذا القسم بإقبال كبير منذ السنة الأولى لافتتاحه.
محمد طالب سوري لم يتم قبوله في قسم اللغة الروسية، يشير إلى وجود دوافع اقتصادية لدى الراغبين في هذا التخصص، موضحاً “البلاد تسير باتجاه انفتاح اقتصادي وسياسي وثقافي مع روسيا، وباتت الحاجة كبيرة لهذه اللغة في الأسواق، لذا يحظى خريجو هذا القسم بفرص عمل أوفر حتى من المهندسين، في ظل أزمة البطالة التي تعيشها البلاد”.
من جانبه، يقول عبد الله وهو طالب دراسات عليا في كلية الآداب بجامعة دمشق إن “ارتفاع الحد الأدنى للقبول يعود أيضاً لإمكانية قبول عدد محدود من الطلاب في القسم، خاصة أنه يفتقر للكوادر التدريسية المؤهلة”، ويضيف “قبل عام 2013 كان تعلم اللغة الروسية مقتصرا على بعض معاهد اللغات، وكان عدد المقبلين على تعلمها محدودا جداً، معظمهم من التجار أو العمال الذين عملوا في روسيا”.
العربي الجديد