مرض اللشمانيا أوكما يُطلق عليه «حبة حلب» أو «حبة السنة» ينتشر من جراء لسعة ذبابة تشبه البعوضة، تُسمى «ذبابة الرمل» أو«ذبابة الفاصدة» وهي الذبابة التي تحمل «الطفيلي» المسبب للمرض، وهي حشرة صغيرة جدًّا لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية لونها أصفر وتنتقل قفزًا ويزداد نشاطها ليلًا مثل البعض و لكنها لا تصدر صوتًا لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بوجودها.
توجد ذبابة الرمل في حظائر الحيوانات سقوف المباني، الأماكن المظلمة أو المهجورة، الجدران، الكهوف والأراضي الزراعية وعندما تمتص أنثى ذبابة الرمل الدم من أحد مستودعات الطفيليات (الكلاب والقطط والثعالب والجرذان) يكون الدم محملا بالطفيليات، المسببة لمرض اللشمانيا، الذي يتكاثر في معدة الذبابة ثم ينتقل إلى لعابها، وعند لدغها إنسانًا أو حيوانًا أو طيرًا سليمًا، تقوم الذبابة بحقن طفيليات اللشمانيا في جسمه مسببة المرض.
انتشر مرض اللشمانيا مؤخرًا بشكل كبير في مناطق متعددة من سوريا، ولوحظ انتشار المرض في المناطق الفقيرة غالبًا، وخاصة الأماكن القريبة من المناطق التي تكثر فيها برك الماء أو المياه الراكدة والمناطق ذات تواجد الأشجار، إضافة إلى الأماكن القريبة من مكبات النفايات.
الانتشار الكبير للقمامة في الأماكن السكنية والساحات العامة، بالإضافة إلى ازدياد الأبنية المدمرة والمجاري المكشوفة لمياه الصرف الصحي، وعدم استخدام المبيدات الحشرية، كل هذا أدى إلى زيادة انتشار مرض اللشمانيا في سوريا.
تشمل أبرز عوامل الخطر ما يأتي:
الظروف الاجتماعية والاقتصادية
يزيد الفقر من خطر الإصابة بداء الليشمانيات حيث قد يؤدي ضعف المساكن والظروف الصحية المنزلية مثل الافتقار إلى إدارة النفايات أو الصرف الصحي المفتوح إلى زيادة تكاثر ذبابة الرمل ووصولها إلى البشر حيث تنجذب ذبابة الرمل إلى المساكن المزدحمة؛ لأنها توفر مصدرًا جيدًا لوجبات الدم.
سوء التغذية
تزيد الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى البروتين، والطاقة، والحديد، وفيتامين أ، والزنك، من خطر انتقال العدوى إلى مرض كامل النضج.
«أبو طه» نازح من سكان ريف إدلب الجنوبي، حدثنا عن معاناته من هذا المرض قائلًا: “عندي طفلة بعمر ٤ سنوات مصابة بمرض اللشمانيا المعروفة عندنا «بحبة السنة» في رأس أنفها وحبة أخرى في خدها الأيمن استمرت بالعلاج لمدة سنة ولكن بعد معاناة كبيرة تحسنت حالتها حتى ظننا أنها شفيت إلا أنها تراجعت بشكل سيئ جدا حتى أنها بدأت تتوسع، وسببت لها تشوهًا في جهها.
تنتشر اللشمانيا بشكل كبير ويقدر عدد المصابين بمرض اللشمانيا بنحو 12 مليون شخص في العالم، إضافة إلى تسجيل نحو مليوني إصابة جديدة كل عام، وتتراوح الإصابات بين إصابات جلدية خفيفة أو معتدلة، وقد تظهر اللشمانيا الجلدية على شكل آفة وحيدة أو عدة آفات جلدية وتؤدي إلى أسوأ الأضرار إذا أصابت الوجه فقد تؤدي إلى ندبات دائمة إلا إذا تم علاجها مبكرًا.
طرق مكافحة المرض
تربعت التوعية بتجنب الإصابة بلسعة الذبابة على هرم أفضل الطرق لتقليل نسبة الإصابة بشكل كبير جدًا، إذ تقع مسؤولية نشر التوعية على المركز الوطني لمكافحة الأمراض، ويجب نصح المواطنين بتوخي الحذر في المناطق الموبوءة على وجه الخصوص وقت نشاط ذبابة الرمل (من الغروب حتى الشروق) لذلك يجب ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسيات عند النوم خصوصًا للأطفال، كما يجب نصح المواطنين بإبعاد الزرائب والمداجن ومخلفاتها عن الأماكن السكنية وعدم الذهاب إليها في الأوقات التي تنشط فيها ذبابة الرمل، كما يجب نصح الشخص المصاب بلسعة الذبابة بوضع غطاء رقيق على مكان اللسعة لأنها تجذب الحشرات الأخرى ثم تنتقل العدوى إلى شخص آخر سليم.
ولايمكن الاعتماد بشكل مطلق على توفير العلاج في مواجهة المرض دون نشر التوعية بين المواطنين الأمر الذي سيفتح المجال أمام تحقيق أعداد كبيرة من الإصابات، أيضًا لا يمكن اعتبار المياه الراكدة أو انتشار القمامة سببًا في تزايد الحالات ولكن توفر البيئة الريفية أوالزراعية التي تعد بيئة خصبة لتواجد الخازن (القارض) سببًا رئيسًا في انتشار بؤر المرض.
درهم وقاية خير من قنطار غلاج، للوقاية من هذا المرض يجب القضاء أو التحكم بذباب الرمل الناقل للمرض باستعمال المبيدات الحشرية المتوفرة و القضاء عليها في أماكن تكاثرها أيضًا، وتحاشي التعرّض لهذه الحشرات عن طريق ارتداء الملابس السميكة و استعمال الناموسيات خلال النوم و وضع شبكات من السلك الدقيق التي تمنع الحشرات من الدخول إلى المنازل و استعمال طاردات الحشرات على الجلد مباشرة أو على الملابس الخارجية.
الوقاية من داء الليشمانيات الجلدي
يمكن منع العدوى عن طريق تجنب لدغات ذبابة الرمل؛ وذلك نظرًا لعدم وجود لقاحات أو أدوية حاليًا للوقاية من العدوى لذا يجب على المسافرين إلى المناطق التي ينتشر فيها داء الليشمانيات تقليل خطر تعرضهم للعض من خلال الالتزام بالإجراءات الاحترازية الآتية:
تجنب الأنشطة الخارجية وخاصةً عند الغسق والفجر عندما تكون ذباب الرمل أكثر نشاطًا. ارتدِ قمصانًا بأكمام طويلة، وسراويل طويلة، وجوارب، وضع القميص في البنطال.
ضع طارد الحشرات على الجلد المكشوف وتحت نهايات الأكمام والساق، إن أكثر المواد الطاردة فعالية هي تلك التي تحتوي على المادة الكيميائية ثنائي أثيل – ميتا – تولواميد (N، N-diethyl-meta toluamide).
رش الملابس، وأماكن المعيشة، والنوم بما في ذلك ناموسية السرير بالمبيدات الحشرية المحتوية على البيرميثرين (Permethrin).
ويتم معالجة هذا المرض، عن طريق حقن موضعي لمكان الإصابة ، حيث أنّ الدواء عبارة عن أمبولات للحقن، و يسمى «glucantime » باللغة الطبية، حيث تحتوي كل علبة من الدواء على خمس أمبولات ، ويجب بدء العلاج فورًا ويستعمل دواء ستيبوغلوكونات الصوديوم أو دواء البنتوستام، وفي الليشمانيا الجلدية تساعد الدوائين على تخفيف الحالة و تحولها لندبة قد تبقى مدى الحياة.
المركز الصحفي السوري