شهدت الأسواق ارتفاعاً تدريجياً كبيراً بأسعار اللحوم حيث انطلقت بسعر 500 ليرة للكيلو غرام الواحد ومن ثم 1200 ليرة إلى أن وصلت 2700 ليرة وكذلك سجل سوق دمشق 3500 ليرة وذلك خلال اربعة سنوات وهذا مايعادل راتب موظف عادي لمدة ثلاثة أو أربعة أيام.
ويمكن أن نذكر أن الأسباب المؤدية إلى هذا الارتفاع يعود إلى تدهور أوضاع الثروة الحيوانية وازدياد الطلب على الأغنام والأبقار وكذلك فتح خطوط التهريب والتصدير إلى الخارج..
دونك عن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة والاضطرار إلى استخدام المازوت والفحم الحجري في التدفئة كان سبباً في الارتفاع وكذلك ربط المحلل السوري (محمود حسين) أن ارتفاع أسعار اللحوم كان سببه تراجع الإنتاج بعد الخراب والدمار وخروج العديد من المزارع عن الإنتاج مذّكراً بتراجع صرف الليرة الذي تشهده أخيراً.. وأضاف المحلل (للعربي الجديد )أن صعوبة نقل الماشية على الطرقات ونقص الأدوية والأعلاف سببت هذا الارتفاع الهائل.
وقد نتج عن هذا الارتفاع في الأسعار لجوء الناس للبحث عن بدائل ومنها تناول لحوم الأرانب فقد لجأ المواطنون إلى تربية الأرانب في منازلهم لتأمين اللحوم لعوائلهم. ويقول عبد الصمد (للعربي 21) “إن الحرب في سوريا اضطرت الناس والمواطنين إلى شراء لحم الأرانب بديلاً جيداً من حيث سعره”.
ويؤكد مواطنون في دمشق لموقع (الحل) أن الأسعار المرتفعة للحوم تحول دون الإقبال على شرائها فهي أصبحت بالنسبة لهم ترفاً ومن الكماليات فيما تقول أم محمد (موظفة في بنك خاص) نلجأ إلى شراء الفروج كونه أرخص ولا طاقة لنا بشراء اللحوم إذ إن راتبي الشهري لا يكاد يسد حاجاتنا الأساسية في المنزل.
ومع هذه الأسباب التي أدت إلى الارتفاع والنتائج التي أسفرت عنها لابد من السعي إلى تنمية الثروة الحيوانية والاهتمام بتربيتها عن طريق تأمين مراعي طبيعية وتوفير العلف والدواء وكذلك الحد من تهريب الأغنام والأبقار واللحوم إلى الخارج والعمل على طرحها في السوق لتتوفر بين أيدي المواطنين بالإضافة إلى توقيف التجار وأصحاب رؤوس الأموال عن احتكار الماشية وعدم تحكمهم في سوقها.
ونقول: إلى متى سوف يستمر هذا الغلاء والارتفاع الكبير في أسعار اللحوم؟ إلى متى سيبقى الناس يعتبرون أن شراء أوقية اللحم حلم العديد من المواطنين الفقيرين لأنهم من ذوي الدخل المحدود؟
المركز الصحفي السوري- عبد الكريم