إن فشل المجتمع الدولي بإيجاد حل للقضية السورية بعد أكثر من أربع سنوات من القتل والتهجير، جعل عدة مناطق من سوريا تعاني اوضاعاً إنسانية سيئة للغاية في ظل نقص المواد الغذائية والطبية، إثر الحصار المفروض من قبل نظام الأسد على تلك المناطق، ما جعل صعوبة في وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، الأمر الذي أدى إلى انتشار أوبئة وأمراض مختلفة بين السوريين غالبيتهم من الأطفال.
لقد حذرت المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية من كارثة بكل المقاييس٬ ما لم يتم التحرك بشكل سريع لتحسين الاوضاع الانسانية من مأكل ومشرب ورعاية طبية ومسكن للمتضررين في سوريا، حيث كشف رئيس الجمعية الطبية الأمريكية السورية “أحمد طارقجي” عن انتشار وباء الكوليرا في سوريا بعد توثيق حالة وفاة لاحد الأطفال في مدينة حلب، محذرا من انتقال الوباء إلى خارج حدود سوريا ليصبح في حال عدم تدارك الوضع تهديدا عالميا.
وقال طارقجي، في مقابلة مع صحيفة (الاندبندنت) البريطانية، إن “الوباء يمكن أن ينتشر بسرعة أعلى في تكرار لسيناريو انتشاره بالعراق”.
وعزا الخبير عوامل ظهور الوباء في سوريا إلى “تهالك البنى التحتية الطبية، كذلك عدم قدرة منظمات الإغاثة على الدخول ما يسمح بشكل مباشر انتشار الوباء سريعا داخل سوريا وخارجها”.
ويشار إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا الى اوروبا منذ مطلع العام الجاري وصل الى نحو 600 ألف مهاجر، مشيرة الى ان معظم الواصلين إلى اليونان هم من السوريين وعددهم 278 ألف، فيما وصل إلى إيطاليا 36 ألف لاجئ سوري.
وحذر “طارقجي” من انتشار الوباء خارج سوريا نتيجة لحركة اللاجئين السوريين، وتدفقهم بأعداد قياسية صوب القارة العجوز ما يهدد بانتشار الوباء بشكل أوسع قد يمس أيضا شريحة هامة في أوروبا، موضحا أن التاريخ الإنساني أثبت أن من عوامل انتشار الأوبئة هي حركات النزوح.
الدكتور “محمد مصباح” يعمل في إحدى النقاط الطبية بريف إدلب الجنوبي يقول: “إن الانخفاض الشديد في معدلات التطعيم وتلوث المياه، أضاف المزيد إلى ويلات السوريين، وتسببا في انتشار التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي الوبائي، أما الكوليرا وهي إصابة في الأمعاء، كثيرا ما ترتبط بمياه الشرب الملوثة وتسبب إسهالا حادا وحالة قيء، وتعرض الأطفال الصغار للوفاة بسبب الجفاف، يصعب تشخيصها مبكراً، لأن 80% من حاملي المرض لا تبدو عليهم أية أعراض في البداية”.
وأضاف مصباح: ” إن أهم الموارد اللازمة للعلاج هي السوائل الوريدية والصادات الحيوية، إلا أن الأهم هو اتخاذ تدابير لتعقيم مصادر المياه، فهي عامل الخطورة الأكبر ونشر التوعية بأهمية غسل اليدين”.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، مؤخراً، أن أكثر من نصف مستشفيات سوريا تضررت نتيجة الصراع، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق، أن حوالي 200 ألف سوري قضوا خلال “الأزمة”، بسبب الأمراض لعدم توافر العناية الصحية والأدوية، الأمر الذي اعتبرته حكومة النظام “كذب وغير دقيق”.
علي الحاج أحمد ـ المركز الصحفي السوري