دخلت القوات العراقية، اليوم الخميس، في “أقصى حالات التأهب” القتالي، غرب الموصل مركز محافظة نينوى (شمال)، عقب إعلان بغداد تراجع أربيل عن مسودة اتفاق بين الجانبين، وفق مصدر عسكري.
وقال مسؤول الانتشار العسكري البري في الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش العراقي الرائد عبد الاله الأتروشي، للأناضول، إن “قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية (تابعتان للداخلية) وجهازي مكافحة الإرهاب والأمن الوطني (النخبة في الجيش)، اتخذت مواقع قتالية في ناحية زمار”، على بعد 55 كلم شمال غرب الموصل.
وأضاف أن القوات العراقية تلقت أوامر واضحة من القيادات العسكرية العليا تفيد بضرورة الاستعداد لأي طارئ قد يحدث، خلال الساعات القادمة، لاسيما مع عودة تأزم الأوضاع وانهيار المفاوضات بين بغداد وأربيل”.
وأشار الأتروشي إلى أن “القوات كانت بانتظار انتهاء المفاوضات للاتفاق على تحركها نحو المواقع، التي ما تزال تسيطر عليها قوات البيشمركة (قوات الإقليم) في ناحية زمار، وكذلك التقدم نحو منطقة فيشخابور التي تضم معبرين حدوديين مع سوريا وتركيا.
ولفت الضابط العراقي إلى أن “منطقة غرب الموصل شهدت، ومنذ ساعات الصباح الأولى، تحليقًا مكثفًا للطيران المسير التابع للتحالف الدولي”.
وأوضح أن “البيشمركة في المقابل تواصل تحركاتها وبناء دفاعات جديدة لعرقلة انتشار القوات الاتحادية”.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اتهم في ساعة متأخرة، من مساء الأربعاء، حكومة أربيل بإهدار الوقت وعدم الالتزام بالمسودة المتفق عليها، والتي تفاوض عليها الفريق الاتحادي معهم على سحب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها وتسليم المعابر الحدودية.
في المقابل، ردت أربيل، في بيان لها، بأنها لم تتفق حتى الآن مع بغداد على أية قضية، مؤكدة تأييدها للسلم المنصوص عليه بالدستور العراقي من أجل الوصول إلى اتفاق شامل.
كما حذرت إدارة إقليم الشمال من أن “دفع الوضع الحالي إلى القتال قد يؤدي إلى كارثة على العراقيين وجميع مكوناته”.
وتابعت، في بيان لها، “نحن مع السلم من موقع الإيمان بحقنا، وندعو إلى حوار بناء وصريح لبناء مستقبل آمن لجميع أبناء الشعب العراقي”.
وكانت قيادة العمليات المشتركة (تتبع الدفاع)، قد قالت مساء أمس الأربعاء، إن إقليم الشمال تراجع عن اتفاق أولي بشأن انتشار القوات الاتحادية فيما تبقى من المناطق المتنازع عليها والحدود.
وأشارت القيادة إلى أن الإقليم يقوم طيلة فترة التفاوض بين الجانبين ببناء دفاعات جديدة لعرقة انتشار القوات الاتحادية.
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم الشمال، استفتاء الانفصال الباطل في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية “عدم دستوريته”، وترفض الدخول في حوار مع الإقليم لحين إلغاء نتائجه.
وفرضت القوات العراقية، خلال حملة أمنية بدأت في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، السيطرة على الغالبية العظمى من مناطق متنازع عليها بين الجانبين، بينها كركوك، دون أن تبدي قوات البيشمركة مقاومة تذكر.
لكن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجانبين في محافظة نينوى شمالي البلاد عندما حاولت القوات العراقية الانتشار فيما تبقى من مناطق النزاع والوصول إلى معبر فيشخابور الحدودي مع سوريا والذي يعد خارج مناطق النزاع ويتبع محافظة دهوك.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن يوم الجمعة الماضي وقف إطلاق النار. ومع انهيار المفاوضات بين الجانبين فإن الاشتباكات قد تتجدد في أي لحظة.
الأناضول