القدس العربي::
كشفت مصادر عربية ذات صلة باجتماع جدة الذي عقده وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والامارات والاردن اول امس ، انه جرى تفاهم خلال الاجتماع على طرح مبادرة عربية لحل سياسي جديد للأزمة السورية.
وستقود مصر هذه المبادرة وترعاها بمشاركة دول عربية اخرى مرشحة ان تكون الجزائر احداها وربما سلطنة عمان، بحسب تقرير لصحيفة ” القدس العربي “.
وتسعى المبادرة ـ وفقا للمصادر ـ التي ستحظى بتأييد جامعة الدول العربية الى انهاء الحرب الدائرة في سوريا بين المعارضة والنظام، واجراء حوار سوري ـ سوري للاتفاق على مستقبل وشكل النظام السياسي الذي سيحكم سوريا.
ويبدو ان تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اول امس التي اكد فيها ان بلاده «لا تدعم المعارضة السورية ولا النظام» اتت لتمهيد الأجواء مع دمشق لقبول الدور المصري في ايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.
ولا يستبعد ان يكون السيسي قد طرح أمر توسط مصر بشأن المبادرة لايجاد حل سياسي للأزمة السورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لموسكو قبل نحو اسبوعين، وبعد يومين من لقائه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة.
واوضحت المصادر لـ«القدس العربي « ان الافكار بشأن هذه المبادرة طرحت بمبادرة سعودية مصرية و شارك فيها الوفد القطري، وستتم بلورة هذه الافكار والاضافة عليها او تعديلها خلال الاتصالات التي ستجريها السعودية ومصر وقطر مع اطراف عربية واقليمية ودولية خلال الايام القليلة المقبلة، ليتم طرح الخطة على الاجتماع المقبل لجامعة الدول العربية المقرر في الاسبوع الاول من شهر ايلول /سبتمبر المقبل.
ولاشك ان من اهم هذه الاتصالات تلك التي ستتم مع ايران، ومن هنا اتت زيارة نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان للسعودية امس بتوقيت متعمد، ليتم التباحث معه بأفكار ايجابية للحل السياسي للأزمة السورية الذي من الممكن ان تساهم طهران بتسهيله.
وذكرت مصادر سياسية سعودية ان زيارة نائب وزير الخارجية الايراني، وهي الاولى لمسؤول ايراني منذ اندلاع الأزمة السورية، كانت فرصة للتعرف على وجهة نظر طهران بشأن امكانيات التعاون لايجاد حل سياسي مقبول ويرضي كل اطراف الأزمة السورية بعد ان اصبحت ايران معنية، ومهددة بمخاطر تهدد المنطقة وابتدأ بسوريا والعراق .
وفي هذا الصدد تقدر الاوساط العربية مشاركة قطر في الاجتماع الوزاري العربي الخماسي ومبادرة السعودية لإشراك قطر في الحراك السياسي العربي الذي سيعمل على مواجهة المخاطر التي تهدد الدول العربية.
ويلاحظ ان الحراك العربي نشط بمبادرة سعودية بعد اسابيع من سياسة النأي بالنفس الغريبة التي اتبعتها السعودية خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/ يوليو الماضيين.
وعلمت «القدس العربي» ان التحرك السعودي يشمل وبصمت دعم المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في غزة وتحويلها الى مبادرة لوقف العدوان الاسرائيلي على فلسطينيي غزة، من خلال حل يضمن تحقيق هدنة طويلة وتحقيق المطالب الفلسطينية وتقديم الضمانات العربية والدولية بفتح المعابر ورفع الحصار عن القطاع اولا والتفاوض بشأن المطالب الاخرى.