تراهم على جوانب الطرقات، يجوبون مع طلوع الشمس وحتى مغربها التلول والهضاب بحثاً عن الرزق ولقمة العيش، متحدين الصعاب والمخاطر التي قد تواجههم بعدما دفعتهم الحرب والنزوح على البحث عن قوت يومهم بين الأشواك.
ما هو القبار؟
القبار أو ما يعرف في سوريا بـ “الشفلح” هي شجيرة تعرف بأزهارها البيضاء وأوراقها الخضراء بالإضافة لـ طبيعتها الزاحفة وأغصانها الشوكية، يصل ارتفاعها إلى نحو 80 سم وعرضها 1.5 متر، تحمل أثماراً ناعمة يجمعها الفقراء لبيعها ويبدأ موسمها بين الخامس عشر من أيار وحتى الخامس عشر من أيلول.
لماذا يعتبر جمع القبار تهديداً للمدنيين؟
تعتبر شجيرة القبار تهديداً صارخاً للمدنيين حيث أنها مأوى للكثير من الثعابين والزواحف الخطرة على حياتهم، وذلك لكثافة أغصانها وورقها ونموها في مناطق صخرية لذلك يتوجب التأكد من خلوها من الثعابين عبر تحريك الشجيرة أو رميها بحجر قبل قطف ثمارها.
بالإضافة إلى ذلك، تهدد درجات الحرارة المرتفعة في موسم القبار حياة المدنيين لتعرضهم المباشر للشمس لساعات طوال، ما يهدد بإصابتهم لضربة شمس أو حمى وحالات إغماء، كما أن انتشار مخلفات الحرب تزيد من تلك المخاطر بعد تسجيل عدة اصابات بانفجار ألغام أرضية بأطفال كانوا يجمعون القبار.
رزقٌ ساقهُ الله إلينا..
يخرجُ أبو محمد باكراً رفقة ولديه إلى التلول والطرق الزراعية في ريف عفرين مع ساعات الصباح الباكر، ويعود مع بدء حدة أشعة الشمس، يقول وقد أرَّق التعبُ كاهلهُ وحرقت الشمس وجنتيه “هذه رزقة ساقها الله إلينا، نحتاج فقط لأن نتعب حتى نستطيع كسب قوت يومنا”.
تظهر على أيدي أبو محمد وأولاده آثار التعب في جني ثمار الشفلح، فالأشواك غرست أنيابها داخل مسامات جلدهم الرقيق، لكنهم مع ذلك يشعرون بالامتنان أن الله يساعدهم على كسب قوت يومهم بالحلال ومن عرق جبينهم.
“تحتاج إلى تعب وجهد وعمل يومي، العشرات مثلنا يخرجون كل نهار لجني ثمار الشفلح، ونحتاج لساعات طوال حتى نقدر على جمع الكمية المطلوبة، فسعر الكيلو الواحد والذي يصل إلى 4 آلاف ليرة سورية أو ما يقارب 2 دولار أمريكي لا يتكافئ مع غلاء المعيشة”.
ماهي فوائد نبتة القبار؟
بحسب موقع “ويب طب” للقبار قيم غذائية عالية لاحتوائه على السكريات والدهون والبروتينات والحديد والألياف الغذائية والكربوهيدرات والصوديوم والبوتاسيوم والسعرات الحرارية.
أما فوائده، يحمي القبار الخلايا من الإصابة بالسرطان لاحتوائه على مضادات الأكسدة، كما يخفف من أعراض الحساسية الموسمية، وتعالج فقر الدم وتحافظ على سلامة هيكل العظام وتقي من هشاشتها، ويعزز القبار صحة الجهاز المناعي والهضمي، ويحافظ على نسبة السكر بالدم كما يحافظ على صحة الجلد والشعر.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب