موسم الفستق الحلبي من أهم المواسم والمخزون الاقتصادي الوفير لأهالي ريف حماه الشمالي، إذ يعتمد معظم أهالي ريف حماة على ريع محصول الفستق، لكن الأراضي توقفت عن إنتاجه نتيجة الأوضاع الأمنية السيئة التي تعيشها المنطقة، فغادر أصحاب الأراضي حقولهم القريبة من الحواجز، أو في مناطق الاشتباك.
تشتهر بلدات كفرزيتا ومورك بإنتاج الفستق، وتعدان ثاني منطقتين في سوريا في إنتاج الفستق الحلبي.
الهجرة والنزوح من أسباب انخفاض إنتاجه
بعد المعارك القوية التي جرت على أرض الريف الشمالي لحماة، وما رافقها من قصف النظام المستمر على قرى وبلدات تلك المناطق، نزح 90% من قرى ومناطق ريف حماة الشمالي، حيث تعرضت مدينة كفرزيتا لقصف مستمر منذ بداية 2013، أدى إلى نزوح غالبية سكانها، ما انعكس على الأراضي الزراعية فيها، حيث بقيت بلا عناية ولا ريّ.
أبو عماد، مزارع من كفرزيتا، يملك أرضاً مزروعة بالفستق، يقول لـ “أمية برس” “هجرتنا وابتعادنا عن أرضنا كانت من أهم الأسباب التي أدت لتراجع إنتاج محصول كروم الفتسق الحلبي، فكثرت الحشائش والأشواك بين الأشجار، وأصيبت بعض الأشجار بالأمراض نتيجة عدم متابعة الرعاية وتعرضها للعوامل الجوية المختلفة، من الصقيع والحرارة المرتفعة”.
يملك أبو عماد أرضاً مزروعة بأشجار الفستق الحلبي، قريبة من أحد الحواجز العسكرية لقوات الأسد، لم يتمكن من قطف ثمار أرضه منذ ما يزيد عن 3 سنوات نتيجة قنص كل من يقترب من الحاجز، فضلاً عن قطع عناصر النظام لعشرات الأشجار المحيطة بالحاجز، وفق ما ذكر لـ”أمية برس”. مشيراً أن أرضه ليست الوحيدة، بل عشرات الهكتارات في كفرزيتا ومورك قطعت أشجارها لأنها تحجب الرؤية عن حواجز النظام.
الفستق …. المخزون الاقتصادي لأهالي حماه وصعوبة التصريف
بلغ عدد أشجار الفستق في منطقة كفرزيتا و مورك في آخر إحصائية نهاية عام 2010 أكثر من 150 ألف شجرة ، تنتج أكثر من 65 ألف طن من الفستق ، ويعتمد معظم سكان المناطق على زراعة هذا المحصول ، حيث يعتبر من أهم الموارد الاقتصادية لأهالي المنطقة ، ويشكل نسبة دخل مرتفعة لمن يملك أكبر عدد من الأشجار.
يقول محمود البكري، من أهالي مورك وصاحب أحد الأراضي “نعتمد بشكل أساسي على إنتاج محصول الفستق الحلبي ، ويتم جني المحصول كل عام من بداية تموز حتى نهاية آب، ونقوم ببيعه في الأسواق المحلية”.
وحسب البكري فإنهم يعانون من تدني أسعار الفستق، إذ لا تتناسب مع التكاليف الزراعية، وإيجار اليد العاملة، فضلاً عن صعوبة تصريفه إلى الأسواق العالمية”.
النظام يمنع الأهالي من حصد محاصيلهم
قتل عدد من أهالي أبناء مورك وكفرزيتا واللطامنة، أثناء محاولتهم الوصول إلى أراضيهم للاعتناء بالأشجار وجني الموسم، حيث يعمد النظام لقتل كل من يقترب من الأراضي المكشوفة على حواجزه.
وفي الآونة الأخيرة قتل العشرات من أبناء مورك قنصاً، أو نتيجة انفجار الألغام الأرضية المزروعة على مساحات واسعة من الأراضي، أثناء محاولتهم حصد محصولهم.
تعتبر أشجار الفستق العاشوري أو ما يعرف “بالفستق الحلبي ” من أهم المواسم الاستراتيجية وأفضلها للمزارعين ، ويستخدم الفستق في أنواع شتى من الحلويات والبوظة، واستخدمت قشوره للتدفئة مؤخراً.
تسعى الجهات المعنية في المناطق “المحررة” على إيجاد حلول للحفاظ على الثروة الزراعية في ريف حماة، وترشيد الأهالي للحفاظ على أشجارهم وعدم إهمالها، فضلاً عن إيجاد طرق وحلول لتصريف هذا المنتج المهم.
ابراهيم الشمالي – أمية برس