ربما لم تأخذ انتباهًا كافيًا، لكن محادثات سلام جديدة في سوريا تحت العمل، الأمم المتحدة، التي تنظمها وتديرها من جنيف، تجنبت عنوان جنيف ٣، هذا مفهوم، بالنظر إلى أن أول المحاولات السابقة لإنهاء الأزمة السورية، التي تدخل عامها الخامس، لقيت فشلًا ذريعًا، اثنان من أكبر متوسطي العالم، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، والمبعوث السابق ذو الخبرة الأخضر الإبراهيمي، كانا عاجزين عن الوصول لتشكيل بيئة حوار، أو حتى إقناع الأحزاب المتحاربة بالتناقش فعليًا وجها لوجه.
كلاهما استقالا، تبعهما ستيفن دي ميستورا، تبنى مسعًا أكثر تواضعًا وأكثر شمولًل، فهو يريد سلسلة من الاستشارات المنفصلة مع العديد من الفاعلين، -إذ أن الحالة منقسمة جدًا للحديث عن “أطراف”-، قدر الاستطاعة، بما في ذلك إيران، البعض رفض الدعوة أو وافق عليها في وقت من التحذيرات بأن هذه المحادثات قد تجعل الأمور أسوأ.
ما يجري الآن هو التطبيق الدبلوماسي الكلاسيكي لإبقاء القنوات مفتوحة في حالة مضطربة، على أمل أن يكون هناك ممارسة ومشاركة متاحة إذا ظهرت أي فرص. تكتيكات دي ميستورا تمثل اعترافًا، إذا كان هناك وقت يمكن أن تحل به الأزمة السورية وحدها، بأن الوقت مضى، كان دائمًا جزئًا من الصراع الإقليمي بين إيران والدول السنية تقودها السعودية العربية، التي تأثرت بعمق بالعلاقة الصعبة بين أمريكا وإيران، وصعود الجهادية، والمواجهة بين الغرب روسيا.
الآن هذه العوامل تتغير، محادثات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي تقترح تساهلًا بين أمريكا وروسيا في الاختلافات حول روسيا. أثناء ذلك، في كامب ديفيد، الرئيس أوباما حاول أن يقلل من مخاوف دول الخريج بأن إيران ستصنع سلاحًا نوويًا لتصبح أقوى قوى المنطقة. هذا بالفعل سؤال مفتوح فيما إذا كانت إيران ستصبح قوة مقتنعة بتخليص نفسها من سوريا، وموقفة تنافسها بالتأثير المتزايد في العراق، أو لا. أمريكا ستتعاون مع إيران وتعارضها بنفسها لوقت، بحسب أوباما، إذ أنها ستتعاون معها في العراق وأجزاء من سوريا، وتعاديها في أجزاء أخرى وفي اليمن، هذه معادلة مربكة جدًا حتى لمن وضعها، الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز أثناء ذلك بدأ تحديًا في اليمن، ويدعم نظام السيسي في مصر ماليًا، بينما تختار اليمن الجوانب في ليبيا، ولم تتضح نتائج هذه السياسة الجديدة بعد.
هذه نهاية حزينة للسوريين المعانين، لكن قرار الحرب عليه أن ينتظر تحولًا كبيرًا في القوى، أو اعترافًا عامًا بأن السعي لمكاسب أخرى لا جدوى له، متى وكيف ستأتي هذه النقلة أو هذا الاعتراف، هو أمر حرج، نستطيع أن نتأمل أن يكون عاجلًا غير آجل.
ترجمة: صحيفة التقرير