ذكرت صحيفة الغارديان في مقال ترجمه” المركز الصحفي السوري” يوم الأربعاء جاء فيه: إن التدفق الكبير للاجئين في أوروبا من المرجح أن يحقق على المدى القصير زيادة ملحوظة في الاقتصاد الأوروبي وبشكل رئيسي في النمسا وألمانيا والسويد، ومن الممكن تحقيق هذه الزيادة والنمو على المدى الطويل فيما إذا تم دمج اللاجئين بشكل جيد ضمن المجتمعات الأوروبية، وفقا لما قاله صندوق النقد الولي.
وقد أوردت الصحيفة أن المنظمة الدولية وصفت زيادة عدد اللاجئين الفارين من سوريا ومن مناطق أخرى ب “الكارثة الإنسانية” بالتزامن مع التداعيات التي خلفتها الحرب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وفي أوروبا أيضاً، وأشارت المنظمة التي مقرها واشنطن أن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى حدود الإتحاد الأوروبي ضعف العدد مقارنة بالأشهر العشرة الأوائل من العام الماضي والذي قبله.
وأتت الصحيفة على تنويه صندوق النقد الدولي الذي قال بأنه من المرجح أن تؤدي هذه الهجرة الى زيادة متواضعة في نمو الناتج المحلي الإجمالي على المدى القصير وذلك يعود الى إنفاق الحكومة العالي على الإسكان والفوائد التي يحصل عليها طالبو اللجوء، بالإضافة الى الدفعة الإقتصادية من قبل القادمين الجدد خاصة في النمسا وألمانيا و السويد.
وتشير الصحيفة إلى أنه يمكن رفع الناتج المحلي الاجمالي في الاتحاد الأوروبي ككل بنسبة 0،05% 0،09% و 0،13% في عام 2015 و 2016 و 2017 على التوالي، وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن الأثر الأكبر سيكون في النمسا مع ارتفاع الناتج المحلي الاجمالي الى 0،5% بحلول عام 2017 تليها السويد 0،4% وألمانيا 0،3%.
على المدى الطويل يمكن أيضا أن يزيد النمو الاقتصادي في دول الاتحاد الأوروبي خاصة المستضيفة للعدد الأكبر من اللاجئين، لكن ذلك يعتمد على درجة اندماج اللاجئين في سوق العمل الأوروبية، حيث تشير تقديرات صندوق النقد الدولي أن نجاح هذا المسعى يكون بحلول عام 2020 الذي سيشهد ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 0،25% بالنسبة للاتحاد الأوروبي ككل ، وبين 0،5% و 1 % في ألمانيا والنمسا والسويد .
أضافت الصحيفة في المقال الذي ترجمه “المركز الصحفي السوري” أن تكامل سوق العمل هو المفتاح الذي من شأنه أن يقلل من التكاليف المالية التي تصرف على طالبي اللجوء، بالفعل كلما تم تأمين فرص عمل للاجئين وإدخالهم بسوق العمل بشكل أسرع، كلما زادت المالية العامة للدولة المستضيفة من خلال دفع ضريبة الدخل واشتراكات الضمان الاجتماعي، وعندما تتم دراسة حول اللاجئين، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الإنفاق الحكومي على أزمة اللاجئين خاصة عندما ننظر في الأهداف المالية ،على سبيل المثال “اليونان”.
أشارت صحيفة الغارديان في التقرير أن سياسة الباب المفتوح للاجئين التي تتبعها الحكومة الألمانية توثق 1،1 مليون لاجئ قدموا العام الماضي، ويعتبر هذا العدد هو الأكبر بين الدول الأوروبية الأخرى، وقد جاء على لسان “الكسندر دوبرندت” وزير النقل هذا الأسبوع : “إن ألمانيا يجب أن تغلق حدودها إذا لم ينخفض عدد الوافدين إليها قريباً”.
من جهته دعا صندوق النقد الدولي حكومات الاتحاد الأوروبي لمساعدة اللاجئين من خلال دمجهم في سوق العمل عن طريق تخفيف القيود المفروضة على طالبي اللجوء في حال رغبته في العمل، ودعم الاقتراحات المتعلقة برفع الأجور من قبل أرباب القطاع الخاص والبدء بتشغيل أموال رجال الأعمال المهاجرين.
وقد أضاف صندوق النقد الدولي أن تخفيض القيود على اللاجئين يسمح لهم بحرية التنقل وتوسيع فرصة الحصول على العمل خاصة في المناطق التي هي بحاجة أصلا الى عمالة، ومن جهة أخرى أشارت الصحيفة أن نسبة المثقفين من طالبي اللجوء في هذه الموجة أكبر بكثير من الماضي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 142013 هم من حاملي الشهادة الثانوية أي ما يعادل المتوسط في درجات التعليم الألماني.
ورداً على التساؤلات التي تطرح حول إمكانية الوافدين الجدد في سد الفراغ الذي تعاني منه الدولة الألمانية من نقص حاد في المهارات، قال “ديتراجياك” محذرا: “إنه لأمر ساذج أن نعتقد أن اللاجئين يتمتعون بالمهارات التي تفتقدها الحكومة، وأن التحدي يكمن في طريقة إخضاع اللاجئين لتدريبات معينة التي تأخذ وقتا” . وقد أشار صندوق النقد الدولي إلى البرنامج التأهيلي الذي تقدمه السويد والذي يتضمن التدريب على اللغة، إعداد فرص العمل وتزويد اللاجئين بمعلومات أساسية عن المجتمع السويدي، كل ذلك ساعد على تحقيق معدلات عالية من العمالة، على الرغم أنها تستغرق وقتاً طويلا نوعا ما.
ختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن ألمانيا احتلت المرتبة الأولى متفوقة على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بنسبة المولودين الأجانب عندها خاصة في 1960 و 1990 في حين تضيقت الفجوة مع مرور الوقت، لكن لايزال على المدى الطويل معدل البطالة 3% بين المهاجرين.
المقال في الصحيفة
http://www.theguardian.com/business/2016/jan/20/imf-refugee-influx-provide-eu-economic-boost
المركز الصحفي السوري