هاجمت قوّات النظام منذ يومين ماضيين، معقلًا سابقًا للمعارضة بالصواريخ والقصف المدفعي في محاولة لسحق تمرد محتدم, وهو تطور غير مسبوق في الحرب السورية المستمرة منذ عشر سنوات، وفق تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” وترجمه المركز الصحفي السوري بتصرف.
استهدفت قوات النظام “درعا البلد ومحيطها” بالأسلحة الثقيلة بالتزامن مع زحف بري على ثلاثة محاور لفرقتين من جيش النظام والمليشيات الموالية لإيران في ساعة مبكرة من فجر يوم الخميس, في هجوم كبير استمر طوال اليوم.
قُتل ما لا يقل عن أربعة مدنيين في المناطق التي تعرضت للقصف بحسب السكان، وبدأت أعداد كبيرة من الناس في محاولة الفرار, فلا توجد منشآت طبية في المناطق المستهدفة.
منذ أن تم طرد تنظيم الدولة “داعش” من جنوب سوريا، ظهر وضع غير مستقر، حيث تتلقى الفرقة الخامسة رواتب من موسكو وتتبع الأوامر الروسية، لكنها تمكنت من الاحتفاظ بدرجة من الحكم الذاتي، ومنع جيش النظام وأفرعه الأمنية من دخول المناطق, ومنذ ذلك الحين، أصبحت التفجيرات والاغتيالات المتبادلة بين شخصيات المعارضة السابقة وقوات النظام أمراً روتينياً.
كان قد تدهور الوضع في درعا بشكل حاد عندما قرر السكان المحليون مقاطعة الانتخابات العامة “المزورة” في شهر أيار/مايو الفائت, والتي عاد فيها الأسد لمدة سبع سنوات أخرى في منصبه بنسبة 95 بالمائة من الأصوات.
بدأ جنود النظام بإغلاق الطرق وقطع إمدادات المياه والكهرباء عن الأحياء التي يقطنها حوالي 50 ألف شخص، مما أدى إلى نقص في الغذاء والدواء وكافة مقوّمات الحياة في المنطقة.
فشلت عدة محاولات تفاوضية بين لجنة أمنية حكومية وممثلين عشائر من درعا البلد لمناقشة التخلي عن السلاح وإقامة نقاط تفتيش جديدة خلال الشهر الفائت، مما دفع النظام إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وفي ذات السياق نشرت صحيفة “FR24 news” أمس، تقريراً أكّدت فيه أنّ التصعيد في درعا البلد يمثل انهياراً للمفاوضات بين قادة الفصائل والنظام بوساطة روسيا, وسوف يقوم الأسد الآن بتنفيذ “الحل” الذي أراد فرضه على درعا طوال الوقت, مما أجبر من يرفضون التصرف كرعايا موالين للنظام على الاستسلام والتهجير الكاملين.
وأضافت أنّه ما لم تتدخل روسيا لوضع حد للقتال والتوسط في وقف إطلاق النار، فإنّ القتال سيؤدي إلى المزيد من القتلى المدنيين ونزوحهم، ومن المحتمل إخضاع درعا البلد لسيطرة النظام الكاملة.
الجدير ذكره أنّ قوّات النظام تستمر في قصف منازل المدنيين بشكل ممنهج، مما أدى إلى استشهاد العديد من الأشخاص بينهم أطفال بالإضافة إلى إصابة آخرين ونزوح عشرات العائلات من منازلهم.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع