قالت صحيفة الغارديان إن الخوف من هجمات محتملة قد يشنها تنظيم الدولة ضد الغرب ستجعل من الجهود الرامية إلى تفكيكه صعبة وبحاجة إلى سنوات، رغم ما يتعرض له من ضغط حالياً في الفلوجة بالعراق وفي الرقة السورية، مؤكدة أن ما يقلق الغرب هو تهديد العدناني، المتحدث باسم تنظيم الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “عملية استعادة الفلوجة تتخللها كثير من التعقيدات التي تزيد من الأمر صعوبة؛ إذ إن الغارات الجوية أسفرت عن ضحايا من المدنيين، إضافة إلى هروب بعض العوائل خارج المدينة، وسط تقارير قاتمة عن نفاد الغذاء والدواء؛ ممّا يهدد من بقي في المدينة بالموت جوعاً”.
وأوضحت الصحيفة أن “معارك السيطرة على المراكز الحضرية الأخرى، من الرمادي المجاورة للفلوجة إلى عين العرب (كوباني) في سوريا، كانت تكلفة طرد تنظيم الدولة منها هو ذلك الدمار الشديد، إذ إن معظم المدنيين فروا من تلك المدن قبل اشتداد القتال ممّا قلل من تعرضهم للمخاطر”.
ولفتت الصحيفة النظر إلى “خشية مراقبين من تحول مدينة الفلوجة إلى حمام دم، إذ قال المحلل السياسي، جي أم بيرغر، من جامعة جورج واشنطن، إن ما يقرب من ألف مقاتل تابع لتنظيم الدولة يحملون على عاتقهم الدفاع عن مدينة الفلوجة، التي تبعد 40 ميلاً عن العاصمة بغداد، وهم مستعدون للقتال حتى آخر قطرة دم في المدينة التي تحمل أهمية رمزية كبيرة، على الرغم من أنها ليست حيوية من الناحية الاستراتيجية”.
وأضاف بيرغر: إن “الأمور ستكون أكثر صعوبة بكثير الآن ممّا كانت عليه عندما أحرز التنظيم أول مكاسبه؛ وذلك نظراً لعدم وضوح الرؤية بشأن حجم القوة القتالية، فمن الممكن أنه لم يعد يملك الموارد اللازمة للهجوم، لكنني لا أستطيع أن أعتبر هذا أمراً مفروغاً منه”.
من جهة أخرى يخوض التنظيم، بحسب الصحيفة، “معارك الدفاع عن مدينة الرقة، التي تعد العاصمة الفعلية له، وقد خسر بعض المناطق أمام القوات الكردية المدعومة من قبل القوات الخاصة الأمريكية، وهذه الجبهة تحديداً قد تعرض التنظيم للخطر؛ إذ إن القادة الأمريكيين يأملون أنه قد تم لفت انتباه مقاتلي التنظيم بعيداً حيث الدفاع عن الفلوجة، في حين أنه يفقد أراضي من جهات أخرى”.
وتؤكد الغارديان أن “ما يقلق الغرب فعلياً هو تهديد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، في كلمته الأخيرة بشن هجمات في قلب العواصم الغربية”، وهذا ما ترى الصحيفة أنه “يدل على امتلاك التنظيم لقوة فاعلة للغاية خاصة في سوريا، حيث يبدو أن القوى الإقليمية والغرب ليس لديهم استراتيجية قابلة للتطبيق لمعالجة التنظيم أو أيديولوجيته”.
وتستطرد الصحيفة “كما أن الموصل نفسها يمكن أن تبقى بعيدة عن متناول الحكومة لفترة طويلة؛ إذ إنها أكثر أهمية لتنظيم الدولة من الرمادي أو الفلوجة، استراتيجياً ومالياً، كما أن وضع المقاتلين قد تجذر بشكل أكثر عمقاً بين السكان المدنيين؛ ممّا يجعل حملة أخرى لاستعادة المدينة أكثر تعقيداً”.