خرق أبو عدنان حظر التجول المفروض على اللاجئين السوريين في بلدة رميش في جنوب لبنان، ليحمل طفله الرضيع إلى الطبيب، فأوقفته عناصر شرطة البلدية.. لم يقتنعوا بإجابته فرافقوه إلى وجهته، ولم يغادروا حتى تأكدوا من عودته إلى المنزل.
حظر تجول، توقيف وترحيل ومداهمات، إجبار على تنظيف الشوارع، وتحديد عدد سكان الغرف المستأجرة.. إجراءات اتخذتها بلديات لبنانية في حق السوريين تحت عنوان حفظ الأمن، لا سيما بعد الاعتداءات الأخيرة في بلدة القاع (شرق)، لكنها أثارت غضب شريحة واسعة من اللبنانيين، ودفعت بناشطين إلى الدعوة للتظاهر الاثنين احتجاجا على ما اعتبرته إجراءات «عنصرية».
ويروي أبو عدنان -وهو اسم مستعار- لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي «مرض مولودي الجديد وكان عمره 15 يوما، سارعت به مع زوجتي مساء إلى الطبيب. أوقفتنا عناصر من شرطة البلدية وبدؤوا بالتحقيق معنا: إلى أين أنت ذاهب؟ ولماذا؟».
وأعربت الباحثة في شؤون اللاجئين لدى منظمة العفو الدولية خيرونيسا دهالا عن «القلق تجاه التقارير التي تتحدث عن انتهاكات واسعة جسدية يتعرض لها اللاجئون السوريون، ومنها توقيف عشوائي وإخلاء بالقوة لمخيمات».
وتم خلال الأسبوع الماضي تداول صور عبر وسائل الإعلام والإنترنت حول مداهمة عناصر من شرطة بلدية عمشيت شمال بيروت، لمكان سكن لاجئين سوريين ليلا، ظهر فيها ستة سوريين على الأقل وهم راكعون على الأرض، فيما يبدو في صورة أخرى أكثر من عشرة أشخاص يقفون وجوههم إلى الحائط وأيديهم إلى الخلف.
وازدادت وتيرة الممارسات تجاه اللاجئين السوريين بشكل لافت بعد التفجيرات في بلدة القاع حيث قتل خمسة مدنيين وأصيب 28 آخرون بجروح في 27 يونيو. وذكرت تقارير أن منفذي الاعتداءات من السوريين، بينما أوقفت القوى الأمنية أشخاصا على ارتباط بالاعتداءات بينهم سوريون.
وخلال الأسبوع الماضي، أعادت بلديات في مناطق عدة رفع لافتات على الطرق تطلب من السوريين عدم التجول ليلا، في إجراء تكرر السنوات الماضية.
وأفادت صحيفة «السفير» في مقال نشر في 14 يوليو أن بلدية ترتج في قضاء جبيل (شمال بيروت) «أرغمت اللاجئين المقيمين في نطاقها على تنفيذ يوم عمل مجاني لتنظيف شوارع البلدة».
في مدينة جونية شمال بيروت، تروي سارة كامل (موظفة) أنها شاهدت الأسبوع الماضي عناصر من شرطة البلدية ينهالون ضربا على سوري ويوجهون له ألفاظا نابية. وتقول «كان المشهد قاسيا، وقفت وصرت أصرخ وأسألهم: ماذا فعل؟ فقالوا إنهم طلبوا منه التوقف بينما كان يمر على دراجته النارية ولم يفعل».
وتتابع «لعله لا يملك أوراقا ويخشى التوقف أو لعله فقط كان خائفا. في كل الأحوال لا شيء يبرر الضرب المبرح».
وقفت سارة في وسط الطريق تصرخ بكل قوتها، وتجمع حولها سكان من الحي قالوا لعناصر الشرطة إن الرجل يقيم في المكان منذ عشرين عاما وله عائلة ويجمع النفايات، لكن عناصر الشرطة كانوا «يجيبونني: غدا عندما يدخل إلى بيتك ويسرقه، تعالي ودافعي عنه».;
العرب القطرية