وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “قانون مكافحة أعداء أمريكا عن طريق العقوبات”، الذي أقره الكونغرس ويفرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية، من أجل “الوحدة الوطنية” رغم اعتباره أن “فيه خلل خطير”.
ويبدو أن هذا القانون بدأ يتحول إلى حرب تجارية عالمية بما تحمله الكلمة من معنى على صعيد العلاقات بين الولايات المتحدة – روسيا – الاتحاد الأوروبي.
المسؤولون الروس رفضوا مبررات العقوبات الجديدة وأكدوا أن الولايات المتحدة ترتكب خطأً كبيرًا بالتفكير في ليّ ذراع روسيا وتغيير سياساتها. بدوره قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف إن احتمال تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة لم يعد قائمًا مع العقوبات الجديدة. وأشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت حربًا تجارية شاملة مع بلاده من خلال حملة العقوبات.
ويستهدف القانون قطاعات حيوية في روسيا منها السكك الحديدية والسفن والمعادن والمناجم. ويضع القانون قيودًا أيضًا على شركات البترول العاملة في روسيا.
وعقب توقيع ترامب القانون، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن المفوضية ستدافع عن مصالحها في مواجهة الولايات المتحدة في حال تعرض شركات البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كألمانيا وفرنسا وهولندا والنمسا.
وأكد على استعداد المفوضية للرد بالقدر الكافي على العقوبات الأمريكية. ويبدو أن الأوضاع قد تتفاقم بشكل أكبر بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.
من جهتها، تقول بريطانيا إنها تسرع خطواتها من أجل إقامة علاقات مع شركاء جدد في منطقة آسيا- المحيط الهادئ. وعلى ما يبدو فإن الصراع العالمي على صعيد الطاقة في طريقه إلى الاحتدام، وأن الولايات المتحدة تسعى إلى عرقلة التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة.
كل هذه التطورات تضع تركيا في موقع بلد لا غنى عنه من ناحية تأمين عرض الطاقة بالنسبة للاتحاد الأوروبي. ولهذا يتوجب على الاتحاد وضع “استراتيجية شراكة” مع تركيا، التي تعتبر نقطة التقاء إقليمية للبترول والغاز الطبيعي القادمين من شرقي البحر المتوسط والشرق الأوسط والجمهوريات التركية.
ولمحاسن الصدف!! فإن يونكر قال في تصريح له أمس الأول إن تركيا جار مهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وأكد على ضرورة مواصلة مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، قال وزير الطاقة التركي براءت ألبيرق إن فوز شركة سيمنز الألمانية بمناقصة طاقة الرياح العملاقة أمس الأول يعتبر رسالة هامة إلى العالم.
وأعرب عن فخره الشديد بالتأكيد، من خلال هذه المناقصة، على أن تركيا تأتي في طليعة أكثر البلدان الموثوقة والمناسبة للاستثمار في المنطقة والعالم.
حملات تركيا في مجال الطاقة سوف تعزز من موقعها على الصعيد العالمي.
ترك برس