“لفهم ما يجري في سورية، لا شيء أفضل من أن تكون هناك لدقيقة”، كُتب على لافتة مرفوعة داخل ممر محطة “كارلوس بيليغريني”، بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. في دعوة موجهة إلى المسافرين عبر المحطة، لزيارة غرفة بُنيت من وحي البيت السوري.
الغرفة التي فُرشت أرضيتها بسجاد أحمر شرقي، مزودة بجهاز استشعار الحركة، وما يلبث زائرها أن يدخل حتى ينطلق انفجار وراء إطار نافذة، باستخدام شاشة تلفزيون، يمنح الزائر ما يكفي ليدرك الرعب ومدى الألم الذي يمر به السوريون “الآمنون” داخل منازلهم، في كل لحظة، وهم يرون أحياءهم وجيرانهم ومواطنيهم يُبادون أمام أعينهم.
تقف وراء هذه المحاولة المثيرة للإعجاب، منظمة العفو الدولية، في سعيها لبناء وعي بشأن محنة الملايين من السوريين، جراء الحرب المستمرة في بلادهم منذ خمس سنوات وأكثر، حيث تشهد سورية واحدة من أسوأ مآسي الإنسانية في تاريخها، بعد أن أُجبر أكثر من نصف السكان على الفرار من منازلهم، بعد قصفها من قبل نظام الأسد وحلفائه.
العربي الجديد