وأكد مصدر سياسي بارز ومسؤول حكومي صحة المعلومات التي تحدثت عن إرسال عناصر “الحشد” إلى سورية، معرباً عن ارتياحه بسحب جزء منهم من العراق، بسبب التضخم الحاصل في بغداد في صفوف المليشيات وتأثيرهم على الحياة العامة فيها وانتشار الظواهر المسلحة بشكل لافت، بعد انسحابهم من الفلوجة وتجمعهم بشكل كثيف في العاصمة العراقية. وهذا المسؤول الحكومي هو وزير بحكومة حيدر العبادي، عاد أخيراً إلى وزارته بعد قرار المحكمة الاتحادية إلغاء جلسة البرلمان العراقي التي أقرت مشروع إقالة وزراء واستبدالهم بوزراء جدد. وقال الوزير، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إن “أبرز تلك المليشيات التي نقلت جزءاً من عناصرها إلى سورية مرتبطة بشكل مباشر بالحرس الثوري الإيراني، وهي حزب الله والعصائب وبدر والخراساني والنجباء والبدلاء وكتائب الإمام علي”.
وتابع في حديثه لـ”العربي الجديد” أن “نقلهم يتم عبر مطار بغداد والنجف ومن غير المعروف عددهم، لكنهم حتى الآن أكثر من 2000 مقاتل، وجميعهم وصلوا إلى سورية وآخر رحلة كانت في العاشرة من صباح (أمس) الثلاثاء”، نافياً ما تتناقله أوساط الشارع العراقي، بجنوب ووسط البلاد، من أن أفراد المليشيات أخذوا معهم أسلحتهم التي قاتلوا بها في العراق إلى سورية، إذ أكد المصدر نفسه أنهم “ذهبوا بدون سلاح ونزلوا في مطاري دمشق وطرطوس ومن هناك لن يقيموا بفنادق” بل سيتم نقلهم إلى جبهات القتال، بحسب تأكيده.
في سياق متصل، قال القيادي في مليشيات “الخراساني”، والتي تحظى بدعم وتمويل مباشر من إيران، أبو مؤمل البهادلي، إن “الساحة العراقية والسورية واحدة وأين ما استدعت الحاجة للقتال سنقاتل”. وأضاف البهادلي في حديث خص به “العربي الجديد” من بغداد، أن “الموضوع لا يرتبط بشيء معين، ومقاتلونا منذ سنوات في سورية، وعندما نحتاج أحداً من حزب الله اللبناني يأتي إلينا للعراق بكل تأكيد كما حصل في تكريت والفلوجة وجرف الصخر”. وتابع “يحاول البعض أن يضع تفسيرات عدة لمغادرة المئات إلى سورية في هذا الوقت، لكن نؤكد أن لا شيء معين سيحدث، مجرد عمليات إسناد وتعزيز للحكومة هناك”، على حد زعمه.
وأفاد موظف في مطار بغداد الدولي أن “رحلتين على الأقل في كل يوم منذ الجمعة تتوجه إلى دمشق من بغداد، واحدة منها تحمل أفراد المليشيات”، مضيفاً لـ”العربي الجديد” أنه “يمكن ملاحظتهم من ملابسهم الرياضية وهندامهم أو لحاهم وقصات شعرهم وحقائبهم وهناك قسم منهم لا يحمل جواز سفر عراقياً غادروا بخطابات رسمية من هيئة الحشد الشعبي”.
وفي إطار ردود الفعل العراقية على هذه التطورات، علّق عضو التيار الصدري، محمد الدراجي، بالقول “بالنسبة للتيار الصدري لم يرسل أحداً إلى هناك، بلادنا أوجب علينا من غيرها، وما يحتاجه المنزل يحرم على الجامع كما هو المثل العراقي المعروف”، مضيفاً أن “الطلب إيراني وليس كما يحاول البعض أنه لمساندة بشار أو بطلب من الأشقاء السوريين كما يحلو لهم في كل هبة تجنيد”، على حد تعبيره.
وفي اعتراض شديد اللجهة، وصف القيادي بجبهة الحراك الشعبي العراقي انتقال المئات من مليشيات “الحشد” إلى سورية بالقول “هم باتوا مجرد أدوات تتنقل بين البلدين وفقاً لرغبة إيران وما يجري بعلم الأميركيين الذين باتوا بوضع المتفرج لا أكثر على ما تصنعه الأذرع الإيرانية في البلدين تحت ذريعة الحرب على الإرهاب”.
العربي الجديد