“تجنيد الأطفال” ظاهرة لم يعرفها العالم كثيرا، لكنها أصبحت الآن ظاهرة منتشرة وإحدى ملامح سلوك المجتمعات التي نلاحظها في القرن العشرين.. يبدو أن الحرب قد أصبحت عادة, ومع تقدم التسليح, واستخدام القصف الجوي واستخدام النووي وانتشار الحروب الأهلية.. مع هذه التطورات أصبح المدنيون هم الأكثر تأثرا لا الجبهات, وبعدما كانت نسبتهم نصف عدد الضحايا في القرون الثلاثة الأخيرة, ارتفعت النسبة إلى الثلثين في الحرب العالمية الثانية.
في تقرير لمنظمة الطفولة “اليونيسف”: أن سنة 2014 الأكثر دمارا على الأطفال, وأطفال العرب في صدارة البراءة الدمرة !!!, والبشرية قد أصبحت أكثر قسوة.
كما أن هناك نوعان للحروب:
– وهي الحروب العرقية .
– تستهدف النوع, والإزالة تبدأ من إبادة الجيل الجديد. الصورة بشعة, ولكن الأكثر بشاعة أن يكون الأطفال ذاتهم جنودا في الحرب.. ووقودا لها, في ليبيريا شوهد الأطفال في السابعة من العمر يرتدون الزي العسكري, والسر كما يقول مدير الصليب الأحمر:” إن من يحمل بندقية يستطيع الحصول على الطعام”.. أي أن الأزمة غذائية وليست أزمة البحث عن مقاتلين !
وفي سورية, أشار تقرير المنظمات الدولية إلى أن نسب تجنيد أطفال سوريا بهدف القتال في الحرب ترتفع بوتيرة تثير القلق وأكد مسؤولون في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف إن أكثر من 400 طفل مجند لقوا مصرعهم عام 2015.
وفي اليمن أكد تقرير حديث صدر عن منظمة الطفولة “اليونيسيف”: أن 6 أطفال يموتون أو يصابون يوميا, كما وثق التقرير موت قرابة 1000طفل بسبب الحرب. حيث يتم تدرب الأطفال على مشاهدة أعمال التعذيب, وإعدام الأقارب والمشاركة في ذلك, مع تقديم وجبة مخدرات (نبات القات) لكل طفل! وبطبيعة الحال فإن الطفل, أو الصبي يجري إعداده بطرق مختلفة ..تتراوح بين التربية العقائدية أو العرقية, وبين أساليب الردع النفسي بالترغيب والترهيب.. وامتدا لاستخدام الحاجة الاقتصادية , بحيث يصبح معسكر التدريب هو الأسرة البديلة للطفل, فلا يعرف أبا أو أخا أو أما.. لا يعرف إلا الأوامر والتوجيهات في المعسكر وعليه فقط السمع والطاعة .
أما الأعمال المنوطة بالأطفال فهي تتراوح أيضا بين القتال المباشر الذي ساعد عليه استحداث أسلحة صغيرة وخفيفة, وامتدادا لأعمال التجسس وجمع المعلومات والتسلل للمدن وجيوش العدو يساعد على ذلك سهولة تطويع الطفل وتشكيله بحيث يشب وقد تعرف إلى كل صفات وقدرات العدو ..!
ذكرت الأمم المتحدة أن سنة 2014كانت مدمرة لملايين الأطفال اذ يوجد230مليون طفل يعيشون في مناطق صراعات اضافة الى15مليون طفل عالقون في مناطق تشهد صراعات كبرى مشددة على ضرورة أن يكون العام المقبل, العام الذي تكون فيه حماية الأطفال في كل مكان أولوية عالمية.
محمد نور الأسود – المركز الصحفي السوري