المركز الصحفي السوري
إبراهيم الإسماعيل 20/6/2015
أيقظهم والدهم فقاموا لسحورهم وهم في فرح كبيير، في استقبال رمضان الذي له مكانة خاصة عندهم، وعند كل السوريين لما له من فضل كبيير وطقوس مميزة.
أدى هؤلاء الشباب سحورهم المتواضع، وقاموا ليؤدوا صلاة الفجر مع والدهم في المسجد القريب منهم، وبعد ذلك عادوا إلى البيت ليقوموا بقراءة جزأين من القرآن، كما وعدوا وادهم بأن يفعلوا ذلك كل يوم، بعدها خلدوا للنوم ليستيقظوا ويبدئوا بالتجهيز لصلاة الجمعة، وبعد أداء هذه الصلاة المباركة ذهبوا لبيتهم ليريحوا أبدانهم قليلاً من شدة تعب الصيام، وبعدها ليذهبوا لعملهم ليؤمنوا لقمة عيشهم وعيش عائلتهم ولكن لم يكتب لهم ذلك فماذا حدث؟
قامت طائرات الأسد الحربية بصب حقدها الذي ليس له حد على بيت هؤلاء المساكين، الفقراء بضربه بصاروخين فراغيتين ليستشهد من في المنزل وهم تحت الأنقاض حيث كان الصراخ من النساء والأطفال يملأ المكان، مع دوي سيارات الإسعاف وأصوات الناس الذين ينتشلون أجساد هذه العائلة، من تحت الركام الذي تلطخ بدماء هؤلاء الصائمين الأبرياء.
حيث بلغ عددهم 6 شباب ووالدهم وأمهم بالإضافة إلى طفل يبلغ من العمر سبعة أعوام، ما ذنب هؤلاء الذين لم يشهدوا من الحياة بعد إلا القليل، والتي حرمتهم هذه الطائرات من العيش بسلام وأمان بالإضافة لسلبهم أصغر مقومات الحياة.
حيث تعد هذه الطائرات السلاح الأول والأكثر قتلاً للسوريين منذ بداية الأحداث في 2011 حتى هذا اليوم، والتي مع كل يوم يمر تصب حقدها هذه الطائرات المجرمة على الأمنين والأطفال ومن لا ذنب له.
وتخرج هذه الطائرات من عدة مطارات في سوريا ويبلغ عدد المطارات العسكرية نحو 22 مطار مجهزاً بعتاد كامل، وتحوي هذه المطارات أكثر من 550 طائرة حربية مقاتلة، حيث تحتل سوريا المرتبة الأولى عربياً بعدد طائراتها الحربية.
ويشمل هذا العدد طائرات الميغ التي صنعت في الاتحاد السوفيتي في الستينات من القرن الماضي، بالإضافة إلى أنواع حديثة من الميغ مثل “ميغ25 “و”ميغ29” الروسية الصنع، بالإضافة إلى السي خوي 24 الروسية الصنع أيضاً ،والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة للنظام فقد أصبح يستخدم هذه الطائرة في القصف الليلي، كما شاهدنا في معارك تحرير إدلب الأخيرة.
وهذه هي الطائرات الغاشمة التي قضت على تلك العائلة التي أحزنت ريف إدلب الجنوبي بأسره، لما لها قيمة واحترام في قلوب كل شخص يعرفهم و سمع بهذه العائلة الكريمة.
ومن هنا يتوجه كل سكان قرى ومدن ريف إدلب الجنوبي إلى كل ثائر وكل إنسان قادر على القتال، أن يقوموا قوم رجل واحد ويضربون بيد من حديد هذا النظام القاتل المدمر، وأن يتجهوا إلى المطارات في البداية والتي أهمها وأكبرها مطار حماه العسكري، الذي قتل هؤلاء وغيرهم الكثير فقد عمل ألاف المجازر في إدلب وريفها وريف حماه الشمالي، عدا ذلك فقد دمر بيوت ألاف الناس وهجر الكثير منهم وسلبهم أمانهم ولقمة عيشهم، فلم تبقى مدينة أو قرية أو حتى بيت إلا وأخذ نصيبه من هذا المطار إن كان من قصف أو قتل أو دمار وتهجير.
حيث يحوي هذا المطار عدد كبير من الطائرات الحربية من نوع ميغ ويحوي أيضاً عدد كبير جداً من الطائرات المروحية، عدا ذلك فهو أكبر مصنع للبراميل المتفجرة التي يقصف بها الشعب السوري يومياً، ويعد هذا المطار خط الإمداد الأول لجميع حواجز النظام في المنطقة، فهو يدير معارك الشمال والوسط السوري بأكملها، حيث يحوي عدد كبير من الضباط، وأكثرهم إيرانيين وخبراء روسيين ويحوي جنود من حزب الله اللبناني الذي لقي كثير منهم حدفه في الفترة الماضية.
لذلك يتقدم الشعب السوري بأسره في الوسط والشمال السوري إلى كل ثائر وكل كتيبة أو لواء أو فصيل أن يتوحدوا جميعاً، ويتركوا كل الخلافات والحسابات جانباً وينقذوا من تبقى من الشعب، ويستهدفوا هذا المطار القاتل الذي سلب من السوريين حريتهم وأمانهم وأولادهم وبيوتهم وكل شيء في حياتهم.
وبإذن الله بالتوحد والتكاتف سوف يتحقق ذلك، وتنتهي كل الألآم وتلتم كل الجراح ويعود الغائب المهجر إلى وطنه، الذي لا يستغني عنه وإن شاء الله سيكون هذا اليوم قريباً.